Majalis Sultan Ghuri
مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري
Nau'ikan
سؤال:
لأي حكمة ذكر الله تعالى قصة نوح في القرآن في خمسة وعشرين موضعا، وذكر قصة موسى في تسعين موضعا، ولم يذكر قصة يوسف إلا في موضع واحد، مع أنه قال تعالى في حقها: إنها أحسن القصص؟
الجواب:
قيل: لأن سورة يوسف متضمنة التشبيب بالنساء، وورد الحديث في النهي عن تعليمهن سورة يوسف!
سؤال:
قال حضرة مولانا السلطان: حديث النهي غير معقول؛ لأن اللواط أقبح من تشبيب النساء، فعلى هذا لا بد من نهي الرجال عن قراءة آيات السيد لوط وفعل قومه. وأيضا يستلزم هذا نهي النساء عن قراءة قوله تعالى:
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ، فإذا كان ذكر التشبيب منهيا عنه فالنهي عن ذكر الكفر والخيانة مع الأنبياء أولى.
الجواب:
قال حضرة مولانا السلطان: بل الحق أن يقال: إن يوسف الصديق نبي ابن نبي ابن نبي، كما ورد في حقه: الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وما وقع التشاجر له مع أحد إلا مع إخوته، وكانت مهابة إبراهيم الخليل في قلوب الناس بخلاف نوح عليه السلام فإنه كان ابن أخنوخ، ولم يكن أبوه نبيا، وكان فقير الحال في الصورة الظاهرة، فوقع له مع قومه تشاجر كثير بسبب الدعوة، فذكر الله تعالى كل واقعة في موضع من القرآن.
وأما حكمة تكرار قصة موسى فهي أنه لما نشأ موسى في بيت فرعون عليه لعنة الله، فأنكر فرعون وقومه غاية الإنكار عليه وابتلي بنو إسرائيل بذبح الأولاد واستحياء النساء بسببه قبل ولادته مع أن موسى معه تسع آيات بينات كالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والثعبان واليد البيضاء، وقال قوم فرعون في كل منها لما ابتلوا:
Shafi da ba'a sani ba