============================================================
المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم كما استدلوا لصحة مسلك التأويل، بقول الله تعالى: { وهومعكزأين ماكنتم) [الحديد/4]، وفي ذلك قال الإمام ابن حيان الأندلسي في تفسير هذه الآية: "قال التوري: المعنى علمه معكم، وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها، وأنها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات(1)، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجرى مخراها من استحالة الحمل على ظاهرها. وقال بعض العلماء: فيمن يمتنع من تأويل ما لا يمكن حمله على ظاهره وقد تأول هذه الآية (...)، لو اتسع عقله لتأول غير هذا مما هو في معناه"(2). أي مما هو يستحيل حمله على ظاهره في حق الله تعالى كالآيات التي تتوهم منها المجسمة إثبات الجسمية لله تعالى.
ب - الدليل من السنة: استدل أصحاب مسلك التأويل على مذهبهم بأحاديث عدة، منها: الحديث الأول:
عن عثروبن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قؤما يتدارؤون، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه"(2).
(1) المجسم هنا يجوز التأويل ولا يصفه بيدعة الجهمية والمعتزلة، ليتوافق مع عقيدته بوجود الله تعالى عن قوله على العرش بذاته، يترك مقدار أربع أصابع لئجلس سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم جنبه!!
(2) ابن حيان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير (101/10).
(3) رواه أحمد في مسنده (185/2) (رقم/1741) تعليق الشيخ شعيب: لاصحيح، وهذا إسناد حسن"، وشيخه عبد الرزاق في "المصنف" (217/11) (رقم/ 20367)، ورواه ابن ماجه في سننه بمعناه (1/ 33) (رقم/85) قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (14/1): "إسناده صحيح ورجاله ثقات"، والطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 227)، والآجري في "الشريعة" -
Shafi 118