============================================================
المطلب الأول / تعريف الآيات المحكمات والمتشابهات ومسالك العلماء فيها 105 1- تثزيه الله عن صفات النقصان، تصديقا لقوله تعالى: ليس كمثلهء شي*}.
2- التصديق بما ورد في القرآن على أنه حق وصدق على المعنى الذي أراده الله.
3- الاعتراف بالعجز عن إدارك ذات الله تعالى والإحاطة بصفاته.
4- الكف عن السؤال عما سكت عليه علماء السلف الأولون وعدم الخوض فيه.
5- الالتزام باللفظ الوارد وعدم التصرف فيه، فنمسك عن تفسيرها بصيغة أخرى لأن من الألفاظ العربية تراكيب لغوية تدل على معان لا تدل عليها بتغيير صيغتها؛ فنمسك عن تصريف لفظها، فلا يقال في قول الله تعالى: {الرحمان على العرش استوى }: إن الله مستو على العرش، لأن الفعل يدل على استواء مرتبط بزمان واسم الفاعل ليس كذلك، ففي هذا التصرف زيادة معنى قد لا يكون المراد منه في اللفظ الوارد.
6 - ويجب أيضا الإمساك عن تجريد لفظ الآية عن سياقه، لأن كل كلمة سابقة ولاحقة تؤثر في فهم المراد(1)، فقول الله تعالى: وهوالقاهر فوق عبادهء} [الأنعام/18]، لا يجوز أن يقال: (هو فوق عباده) لأن لفظ القاهر قبله يشير إلى فوقية المرتبة والقهر، كما قال الله تعالى حكاية عن فرعون: وإنا فوقهة قلهرون} [الأعراف /127]؛ فنزع لفظ (القاهر) يعطل هذا المعنى الذي يحتمله سياق الآية احتمالا قويا، ويوهم فوقية مادية لم يكن ليتنبه إليها لولا تجريد اللفظ عن سياقه، فقول القائل: (هو القاهر فوق غيره) ليس كقوله: (وهو القاهرفوق عبادهه }، لأن ذكر العبودية ضمن السياق مع وصفه بأنه قاهر فوقه يؤكد ان هذه الفوقية هي فوقية السيادة والقهر(2).
واستدل أصحاب مسلك التفويض بما رواه أحمد في مسنده وغيره: (1) انظر (ص/ 124) من كتابنا هذا.
(2) انظر: الغزالي، إلجام العوام عن علم الكلام (ص/64).
Shafi 105