وقال أبو ثور، والحسن بن محمد بن الصباح -واللفظ له-: سمعت الشافعي يقول: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل. هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام.
وأما مالك بن أنس رضي الله عنه: فقال عبد الرحمن بن مهدي: دخلت على مالك بن أنس وعنده رجل سأله عن القرآن والقدر فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد؟! لعن الله عمرا، فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام، ولو كان الكلام علما لتكلم به الصحابة والتابعون رضي الله عنهم، كما تكلموا في الأحكام والشرائع، ولكنه باطل يدل على باطل.
وقال إسحاق بن عيسى: سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم !
وأما أبو حنيفة رضي الله عنه: فقال صاحبه محمد بن الحسن: قال أبو حنيفة: لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا يعنيهم من الكلام.
قال محمد بن الحسن: كان أبو حنيفة يحثنا على الفقه وينهانا عن الكلام.
Shafi 81