وقال محمد بن سعد في ((الطبقات الكبرى)): أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: كم كانوا يوم الحديبية؟ قال: كنا أربع عشرة مئة، فبايعته تحت الشجرة -وهي سمرة- وعمر رضي الله عنه آخذ بيده غير جد بن قيس اختبأ تحت إبط بعيره.
وسألته: كيف بايعوه؟ قال: بايعناه على أن لا نفر، ولم نبايعه على الموت.
وسألته: هل بايع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة؟ قال: لا، ولكن صلى بها ولم يبايع عند الشجرة إلا الشجرة التي بالحديبية، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على بئر الحديبية، وأنهم نحروا سبعين بدنة، بين كل سبعة منهم بدنة.
قال جابر: وأخبرتني أم مبشر رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم عند حفصة رضي الله عنها يقول: ((لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها)) قالت حفصة: بلى يا رسول الله! فانتهرها فقالت حفصة: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((قال الله عز وجل: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا})).
ورواه سنيد في ((تفسيره)) فقال: وحدثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا في يوم الحديبية أربع عشرة مئة فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -وعمر بن الخطاب آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة- فبايعناه غير الجد بن قيس اختبأ تحت بطن بعيره. قيل لجابر: هل بايع النبي بذي الحليفة ؟ قال: لا. ولكنه صلى بها ولم يبايع تحت الشجرة إلا الشجرة التي عند الحديبية. قال أبو الزبير: قلت لجابر: كيف بايعوا؟ قال: بايعناه على أن لا نفر، ولم نبايعه على الموت.
Shafi 65