401

Majalisu Mu'ayyadiyya

المجالس المؤيدية

Nau'ikan

============================================================

تركيب جسده الى طينة الارض فنجدها من القلة بحيث لا تحتمل النسبة ، ونقيس حظه الهواني الذي يتماسك به الى فسحة الهواء، وفضائه ، فنجده من القلة بحيث لا يحتمل النسبة ، ونقيس حظه الناري الذي منه مادة حياته ال النار الكلية ، فنجده من القلة بحيث لا يحتمل النسبة ، ونقيس (1) حظه المائي الى أصول الماء فنجده من القلة بحيث لا يحتمل النسبة . فهذه تقاسيم جسمه صارت مستوفاة وهي بالقياس الى أصولها من القلة بحيث لا تحتمل النسبة على ما قدمنا القول فيه على كونها أجزاء من عالم الجسم لا آثارا، ونأتي بذكر حظه من عالم النفس والعقل فنقول : ان حظه منه اثارا لا أجزاء على نسبة الجسم لعلة يقطع (2) ذكرها لو ذكرناها في سياق الكلام بمعنى التوحيد ، ونقول : انه اذا كانت حظوظ جسمه التي ه ي أجزاء من عالم الجسم لا أثار بحيث لا تحتمل النسبة من النذارة والقلة ، فما يقال في حظوظ نفسه وعقلة الي هي آثار لا أجزاء عند نسبتها الى عالمها ، وأين موقع الثرى من الثريا ؟ وانه اذا كان الانسان من الاستغراق في تصور عالم النفس والعقل حق التصور (3) بهذه المثابة وهو مولوده من حيث حصلت فيه اثاره ومنسوب اليه من جهة نفسه كانتسابه الى الدنيا من قبل جسمه ، فكيف يرجو الترقي الى معرفة مبدعه ، جل جلاله الذي لا مناسبة بينه وبين مبدعاته ومخلوقاته ؟ تعالى الله من ذلك علوا كبيرا : فعند ذلك يكون تدرجه في مراتب العلم الى حيث يعلم انه لا وصول وصولا ، ويوقن أنه لا إدراك ادراكا ، فقد خلصته (4) زبدة قول 4 رسول الله : من ا عرف نفسه فقد عرف ربه . مسفرا كالصباح ، [منارا كالمصباح ]ر5) : (1) ونقيس : بحيث نقيس فيذ.

(2) يقطع : يقطعنا في ذن (3) التصور : المتصور في ذر (4) خلصته : خلصت في ذن ن (5) سقطت الكلمات المحصورة في ذن

Shafi 57