============================================================
يده الكريمة فترشفتها ، وتركتها على عيي وصدري ، ودعيت وخرجت(1)" وبعد هذه المقابلة تقلد المؤيد في الدين ديوان الانشاء ، وزيد في رزقه : وعلا قدره في نظر الخليفة المستنصر بالله . وكان المؤيد بارعا في الكتابة بالعربية والفارسية ، فوسع نطاق الابعوة الفاطمية الى بغداد . فلما علم المؤيد ان طغرلبك السلجوقي حاول ان يهادن البيزنطيين ويحالفهم من أجل الاستيلاء على أملاك الدولة الفاطمية في أعالي الجزيرة وبلاد الشام ، بعد أن دخل م مدينة الري منة 444 هجرية راسل وزير طغرلباك الكندري يستميله الى الاطميين . الا ان طغرلبلك دخل بغداد سنة 447 هجرية: فهرب الساسيري ، ولكن سرعان ما اتصل به المؤيد وابلغه ان الفاطميين مستعدون لساعدنه وامداده بالمال والسلاح . ومن ناحية ثانية أخذ يستميل العرب والأكراد ويخلع عليهم خلع الفاطميين ، ويغدق عليهم الأموال .
ونجحت خطط المؤيد في الدبين : فانتصرت جيوش البساسيري على جيوش طغرلبك ، وانتشرت الدعوة الفاطمية في العراق : وخطب للخليفة المستنصر بالله في بغداد . ونكن البساسيري ما لبث أن تفرقت جموعه ، وجح طغرلبك في طرده من بغداد في سنة 449 هجرية .
و لقد قدر الخليفة الفاطمي المستنصر هذا النجاح الكبير الذي حققه المؤيد في الدين فعينه داعيا للدعاة سنة 451 هجرية 41) .
م يمكث المؤيد في هذه المرتبة طويلا اذ خافه الوزراء ، وتآمروا عليه فأبعدوه عن القصر ونفي من مصر : ثم أعيد اليها ثانية ، وولي رئاسة الدعوة ، ثم عزل وولي ديوان الانشاء مرة ثانية ، وعاش في جو ملي بالتآمر والمشاغبة قبل من رجال البلاط الذين حسدوه وراحوا يترقبون افرص لابعاده نهائيا عن البلاط : ولكن المؤيد ظل يكافح ويناضل وينشر (1) السيرة المؤيدية : ورقة 127 .
(2) ديوان المؤيد في الدين : ورقة49.
Shafi 8