============================================================
الجالس العؤيدية حى كمأنها تبطل الحكمة فى خلق السموات والأرض وما بيلهما ، وتعطل صنع الله تعالى فى إنشائها وفطرتها ، وتبلغ اللعين إبليس مراد فى قول الله تعالى حكاية عنه : " ولامرنهم فليغيرن خلقالله (1)، وتقف عتدحده ومثاله .
ولما كانت الصبورة هذه وجب أن يكون تعريمها وتععيق شانها وتقويض بنيانها فى خير الشرائع وأنمها وأكملها ، وهى شريعة النبى وكفى بهذا ردا على الفشة الطاغية التى اتخذت إلهها هواها ، فباعت دينها بديناها . وباقى الأفعال النكرة التى زعموا أن القصد فيها باطنها ، وأنهم إذا تجنبوه حل لهم ظاهرها جار فى هذا العضمار ومعيدر فى القباحة بهذا العيار . والأفعال البهيمية كلها قبيحة مع لعان أنوار العقول وتعطق الهمم بالمبادىء والأصول.
ولما علم أصحاب الشرائع العؤيدون من عند الله سبحانه أن الشخص الجسمى العجون من الأرض وطينتهالا يستغنى عن الأكل والشرب والنكاح ودواعى النفس الهوانية ، فأرادوا الفرقان بين الإنسان الذى يعقل ، والبهائم التى لاتعقل ، ضريوا على العأكولات والعشروبات والمكوحات سرادقات من الشرع بالأمر واللهى ، ليخرجوها من حد العادات ، فأوجبوا الأكل من حله ، والشرب من حله ، والنكاح من حله ، وجعلوا لذلك قواعد وقوانين لاتتعدى لثلا يكون الناس ممرجين ، يأكلون م ن حيث يدون ، ويشريون من حيث يرون ، ويفعلون من حيث يرون ، فيكونون لبهائع أتباها ، فإذا هم لزموا فى أكلهم وشربهم ونكاحهم قانون الشرع كان أكلهم (1) سورة اللساء:119.
Shafi 223