وربما كان الأصح أنهما مسئولان معا: هذا السني بجوره وظلمه وسفكه لدماء العلويين من غير حساب، وهذا العلوي بالانتقام من غير وقوف عند حد، وكلاهما لم ينظر في المسألة إلى مصلحة المسلمين، وإنما نظر فيه إلى نفسه وحزبه، والله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون.
ونحن إذا ذكرنا حللنا فكرة المهدوية إلى عناصرها الأولية، وجدناها ترتكز: (1)
على الاعتقاد بإمام من آل البيت، وأن هذا الاعتراف أساس من أسس الإيمان كالاعتقاد بنبوة محمد، روي عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر: إنما يعبد الله من يعرف الله. فأما من لا يعرفه فقد ضل ضلالا بعيدا. قلت: جعلت فداك فما معرفة الله. قال: تصديق الله - عز وجل - وتصديق رسوله، وموالاة علي، والائتمام به وبأئمة الهدى - عليهم السلام، والبراءة إلى الله - عز وجل - من عدوهم، وليس بمسلم حقا من لا يعترف بالله ورسوله والأئمة جميعا، وإمام عصره ومن لا يفوض أمره للإمام، ويبذل نفسه في سبيله، فالعقيدة في الإمام ركن سادس من أركان الإسلام. (2)
عصمة الأئمة وعصمة المهدي المنتظر، فالأئمة لا يذنبون بطبيعتهم ولا يفكرون في ذلك. وقد ثارت خلافات في عصمة الأنبياء بالطبيعة، ورووا أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: «توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة»، وقال: «إنه ليغان على قلبي»، فهذه الأحاديث ونحوها لا تؤيد معنى العصمة التامة، ولكن الشيعة لا يختلفون في عصمة الأئمة. (3)
علم الأئمة والمهدي بالمغيبات مع أن النبي
صلى الله عليه وسلم
يقول: «ما لي ولهم يسألوني عما لا أرى، وإنما أنا عبد لا علم لي إلا ما علمني ربي». وفي القرآن الكريم:
قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله . (4)
Shafi da ba'a sani ba