323

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء)

* فاقع لونها تسر الناظرين) (69)

( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ، قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ) شديد الصفرة ، يقال في التوكيد : أصفر فاقع ووارس ، كما يقال : أسود حالك وأبيض يقق ، وأحمر قانئ ، وأخضر ناضر ومدهام. وفي إسناد الفقوع إلى اللون مع كونه من أحوال الملون لملابسته به ما لا يخفى من فضل تأكيد. كأنه قيل : صفراء شديدة الصفرة صفرتها كما في : جد جده. ( تسر الناظرين ) أي تبهج نفوسهم.

روى ابن جرير بإسناد صحيح عن ابن عباس قال : لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها ، ولكنهم شددوا فشدد عليهم. وقد رواه غير واحد عن ابن عباس ، ورفعه ابن جريج والله أعلم.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله)

* لمهتدون) (70)

( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ) زيادة استكشاف عن حالها لتمتاز عما يشاركها في التعوين والصفرة. ولذلك عللوا تكرير سؤالهم بقولهم ( إن البقر ) الموصوف بما تقدم ( تشابه علينا ) لكثرته ، أي اشتبه علينا أيها نذبح. قال البقاعي : وذكر الفعل ، لأن كل جمع حروفه أقل من حروف واحده ، فإن العرب تذكره. نقل عن سيبويه. ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ) إلى البقرة المراد ذبحها.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية)

* فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون) (71)

( قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث ) . أي لم تذلل لإثارة الأرض وسقي الحرث. و ( لا ذلول ) صفة لبقرة. بمعنى غير ذلول. و ( لا )

Shafi 326