============================================================
مقدمة المصحح /م55 المهديون بكتاب الله على صراط الله. فقوله تعالى: (يضل به كثيرا ويفدي به كثيرا" اشارة إلى حكم المفروغ، وقوله: (وما يضل به إلا الفاسقين) إشارة إلى حكم المستأنف؛ ل وكلا الحكمين حق؛ والحكم بأحدهما دون الثاني باطل؛ وقد عرفت أن المفروخ يظهر بالمستأنف وأن المستأنف يصدر من المفروخ؛ وبطل قول فريقي الجبر والقدر والإجبار والتفويض. فعلى حكم: أضلهم ففسقوا، وعلى حكم: فسقوا فأضلهم. فسق صدر عن اضلال، وإضلال صدر عن فسق. هذا تقرير الحكمين في الآية."1 و بهذا المفتاح يحل المؤلف مسائل الختم والطبع والإقفال،2 والجنة التي سكنها آدم3، واليقين واليأس تجاه نصرة الله سبحاته،4 وغيرها من المسائل التي ترتبط بعلاقة الإنسان بخالقه.
المفتاح الرابع: التضاد والترتب تقوم فكرة "التضاد" في مفاتيح الشهرستاني على اساس طبيعة البشر. فهم ليسوا سواء فيهم "الأخيار والأشرار، والأولياء والأعداء، والمؤمنون والكفار، والأبرار والفجار" وهذا التضاد مستمر في حياة البشر "مادام التخاصم بين الحق والباطل، والمحق والمبطل موجودأ، وكان أحكم الحاكمين حاكما بينهما"5 وهذا التضاد قائم في "الموجودات" وقائم أيضا في "الآمريات"، وليس التضاد بين الأشياء مقصورا على تضاد الحركة والسكون، والاجتماع والافتراق، والحرارة والبرودة، والرطوية واليبوسة، والسواد والبياض، والحلاوة والمرارة، واللين والخشونة، ولا مقصورا ئضا على مثل العلم والجهل، والقدرة والعجز، والارادة والكراهة، والكلام والسكوت، والعمى والابصار، والصمم والسمع، ولا أيضا مقصورا على مثل الحياة والموت، والحيوانا والجماد، والملائكة والشياطين، ولكن أكثر التضاد في القرآن المجيد وعلى لسان الأنبياء - عليهم اللام - : التضاد بين مثل ومثل، كامر وامر، وكلمة وكلمة، وعقل وعقل، ونفس ونفس، وطبيعة وطبيعة، وفطرة وفطرة، إلى غيرها من المتماثلات من حيث الصورة والشكل والاسم، والمتباينات من حبت المعنى والجوهر والحفيقة.
2. انظر: الورقة 63ا. 3. انظر: الورفة 125 ب.
1. الورقة 98آ.
4 انظر: الورقة 348 ب. 5. الورقة 22 ب.
ليتهنل
Shafi 55