============================================================
1250مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار ثم اختلفوا من وجه أخر، فقال الأكثرون: إنهم يخلفون الجن الذين كانوا سكان الأرض، والمعنى أني سأجعل فيها من يخلف الجن فيها وبسكنها ويعمرها، وهذا قول أبي العالية ومجاهد وعبد الله بن عمر وابن عباس في رواية الكلبى وعطاء وقول مقاتل ومعنى قول الضحاك. قال ابن عياس في رواية عطاء: جعل الله تعالى ادم وذريته خلفاء الجن الذي افسدوا في الأرض فأهلكوا: وقال الكلبي وغيره: إن الله تعالى خلق السماء والأرض وخلق الملائكة والجن، فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض؛ فغبروا دهرأ طويلا ظهر فيهم الحسد والبغي؛ فاقتتلوا وأفسدوا: فبعث الله -عز وجل- إليهم جندا من الملائكة يقال لهم الجن، رأسهم إبليس، وهم خزان الجنان، اشتق لهم اسم من الجثة؛ فهبظوا إلى الأرض، وطردوا الجن عن وجهها، والحقوهم شعوب الجبال وجزائر البحور، وسكنوا الأرض، وخفف الله العبادة عنهم؛ فأحبوا البقاء في الأرض لذلك؛ وأعطى الله تعالى إبليس ملك السماء الدنيا وخزانة الجنان وملك الأرض؛ وكان يعبد الله تارة في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة. فلما رأى ذلك دخله الكبر والعجب وقال في نفسه ما آتاني الله هذا الملك إلا لأتي أكرم الملائكة عليه وأعظمهم منزلة لديه؛ فلما ظهر الكبرجاء العزل. قال الله عالى [له] ولجنده: (إني جاعل في الأزض خليفة) فلما قال لهم ذلك كرهوا؛ لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاني؛ وإنما أخبرهم بذلك بشارة لهم بادم ولم يكن ذلك على جهة المشاورة -107 ب بل كان ذلك ابتلاء لهم وفتنة.
وقال آخرون: إن الأرض لم يكن فيها سكان، وإن الله تعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة يخلف بعضهم بعضا، وهم ذرية ادم يخلفون أدم: وهذا مروي عن الحسن: آخبر ملائكته -عليهم اللام - بعد أن خلقهم وخلق السماوات والأرض أنه جاعل في الأرض خليفة من ذرية آدم -صلوات الله عليه - وأمما، وأنهم يسفكون الدماء ويفسدون في الآرض، وكان هذا من الله تعالى محنة للملائكة؛ فأكبروا أن يكون في الخلق من يعصي الله؛ فحملهم ال ال ا ا ا بانهم لايعلمون إلا ما علمهم الله.
ليتهنل
Shafi 316