============================================================
208. مغاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار وروى ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وآله - أنه قال وقد سألته أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلفك". قال ثم قلت: تم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك". قال قلت: ثم أي؟ قال: "أن ترمي حليلة جارك." (472) الأسرار قال الذي عنده علم من الكتاب: إن الله تعالى عرف العباد على لسان رسوله -صلى الله عليه اله - مناهج النظر في ايات مخلوقاته، فابتداهم بما هم عليه من الفطرة في أنفسهم، وهو الاحتياج إلى خالق خلقهم وأنشأهم؛ فلا يسوغ لكم الإنكار. ثم رقاهم إلى الفكرة في خلق السماوات والأرض؛ إذ جعلت لهم الأرض فراشا والسماء بناء؛ إذكانوا يحتاجون إلى ل موضع يقلهم وبناء يظلهم. ثم رقاهم إلى النظر في إنزال الماء من السماء ليخرج به من الثمرات رزقا لهم: إذكانوا يحتاجون إلى غذاء يقويهم: فعرفوا أنهم محتاجون بالفطرة إلى ل خالق أنشأهم أولا ورازقي أبقاهم ثانيا، وهذا الاحتياج لهم فطرة يعلمونها ضرورة؛ وقد أخبر الصادق عنهم بذلك؛ والمحتاج يستدعي محتاجا إليه، والمحتاج إليه يجب أن يكون غنيا مطلقا غير محتاج إليه؛، والغني المطلق لايكون إلا واحدا أحدا صمدا فردا يستغنى به و لا يستغنى عنه. فقرر التوحيد لهم ونفى الأتداد عنه: إذ لو كان له مشكل يشاكله أو ضد يناضله لماكان غنيا مطلقا. فقال احتجاجا عليهم: (فلاتجعلوا لله أندادا وأنتم تغلمون) بالفطرة أن الأمر كذلك: وهكذا تعريف الأنبياء -عليهم اللام - يخبرون عن الفطرة ويحتجون بالفطرة، ويردون الناس -88 ب - الخارجين عن الفطرة إلى أصل الفطرة. فخاب وخسر من قال: إن الله تعالى ما بعنهم بالتوحيد ونفي الأنداد؛ فقطع عنهم أخص أوصاف النبوة: إذا بعثوا لاثبات حق الله تعالى، وحقه تعالى التوحيد ونفي الأنداد؛ ومن كان باثبات حق موكله املى فهو بوكالته أولى.
وسر آخر: أن كل من خالف طريق النبوة في تقرير التوحيد وقع في إنبات الأنداد إما فعلا وإما قولا. أما الأنداد فعلا فكما أنبته العرب من شركاء الجن أو البنين والبنات، وكما أتبته العجم من إثبات إلهين، وكما أنبته الروم من نالث ثلاثة، وكما أنبته الهند من الأصنام: ليتهنل
Shafi 274