============================================================
تفسير سورة البقرة /189 وقال ابن عباس في رواية عطاء مثل قول مجاهد. قال: لما نصر النبي -صلى الله عليه وآله - بدر قالت اليهود: هذا والله النبي الذي بشر به موسى؛ ولما رأوا وقعة أحد ارتدوا وأشركوا.
وقوله تعالى: صم بكم عمي فهم لا يرجعون(2) اللغة [والتفسير [والمعانى قال أهل اللغة: أصل الصمم الانسداد؛ والبكم آفة في اللسان لايتمكن معها الاعتماد ل على مخارج الحروف؛ وقيل: الأبكم الذي ولد أخرس؛ ومن ولد أصم كان أبكم؛ وقيل: هو المسلوب الفؤاد الذي لايعي شيئأ ولايفهم، وارتفع "صم" على الاستثناف أي هم كذلك كقوله: "التاثبون" أي هم كذلك: وفي قراءة عبد الله صما بكما عميا على معنى وتركهم كذلك؛ ويجوز أن يكون على الذم أو على الحال أو القطع.
وأما التفسير: قال ابن عباس وقتادة والحسن والسدى: أي هم صم عن الهدى: فلايسمعون، يكم عنه فلا يقولونه، عميم عنه فلا يبصرونه. قال قتادة: عن الحق فهم لايرجعون عن ضلالتهم ولايتوبون. قال السدي: فلا يرجعون إلى الإسلام؛ وقال ابن عباس: صم عما جاء به محمد من القرآن، بكم لايشهدون انه رسول الله، عمي عن الهدى فلا يرجعون، يريد لايعقلون ما يجدونه من صفته في التوراة؛ وقال مقاتل والكلبي: لايبصرون الهدى. قال مقاتل: ولاينطقون بخير؛ لأن الله ذهب بنورهم.
وأما المعنى: قال أصحاب المعانى: لم يذمهم الله باختلال حواسهم، وإنما ذمهما لاعراضهم عن التدبر في أيات الله، وإضرابهم عن طلب الحق، وإصرارهم على ما ألفوه من الكفر. فهم لألفهم الكفر، وإصرارهم عليه لا يرجعون عنه؛ ولو كانوا صما بكما عميا في الحقيقة لكان لا وجه لقوله: (ولو شاء الله لدهب بسفعهم وأبصارهم): والسمع برد في الغة بمعنى الإدراك، قال الله تعالى: (لايشمعون فيها لغوا) وقال: ما ينظرون الا صيحة)؛ ويرد بمعنى الفهم، قال تعالى خبرا عن الكفار: (لو كنا نسمع أو نفقل) وقال: (فإنك لاتشمع الموتى" ثم قال: "إن تشمع إلا من يؤمن بآياتنا)؛ ويرد بمعنى الطاعة ليتهنل
Shafi 255