253

============================================================

تفر سورة البقرة/184 بعضهم: إنما وحد على اللفظ وجمع "بنورهم") على المعنى، كقوله: (والذي جاء بالصدقا وصدق به) ثم قال: (أولئك هم المتقون " على المعنى: وقال ابن قتيبة: قديأتي "الذي" مؤديا عن الجمع. يقال في الواحد الذ، وفي التثنية اللذا، والذي للجمع. قال ابن الأنباري: "الذي" في هذه الآية واحد في اللفظ، والمراد منه الجمع ولا واحد له؛ وجاز أن يوضع الدي موضع الذين، لآنه مبهم يحتمل الوجوه في متل قولهم: اوصي بمالي للذي غزا وحج، معناه لغازين والحجيج؛ وهو مثل "من" و "ما"؛ ووحد الفعل في قوله: "استوقد" لأن "الذي" وإن أريد به الجمع فهو موضوع للواحد: واتفقوا على أن المراد به الجمع، وعلى هذا الكناية في قوله: "بنورهم" راجعة إلى المستوقدين، وهو جواب "فلما" في الظاهر والمعنى جميعا وقال صاحب النظم: العلة في توحيد "الذي" وجمع الكناية في قوله: "بنورهم" ان المستوقد كان واحدا من جماعة تولى الاستيقاد لهم، وكانت الكناية في الاستيقاد عنه خصوصا، دون أصحايه، لتوليه ذلك دونهم: ولما ذهب الضوء رجع ذهابه عليهم جميعا: فرجع الخبر إلى جماعتهم لما عموا عنه.

قال الواحدي: ولأبي إسحاق طريقة هي أحسن مما ذكرناه، وذلك أن هذا المثل ضربه اله تعالى للمنافقين في تجعلهم بظاهر الاسلام، وانتفاعهم به. فحقنوا به دماءهم وحرمهم، وحفظوا به أموالهم، وشاركوا المسلمين في أعيادهم ومناسكهم، وكان زينأ لهم وبهاء في الدنيا كالضياء في ظلمة الليل. فعلى قول أبي إسحاق التمثيل وقع بين تجملهم بالاسلاما وبين النار التي يستضاء بهاء والتمثيل إذا وقع بين الحالين: حال المنافقين وحال المستوقدين: وعلى قول الفراء: التمثيل وقع بين الفعلين. شبه كلمة الإيمان بالاستضاءة بالنار، وفرق بين تمثيل الحال بالحال وبين تمثيل الفعل بالفعل.

قال الزجاج: (ذهب الله ينورهم) يعني أطلع الله المؤمنين على كفرهم. قال: ويجوز أن يكون ذهب الله بنورهم في الآخرة، أي عذبهم؛ فلا نور لهم في الحقيقة؛ لأن الله تعالى لا جعل للمؤمنين نورا يسعى بين ايديهم وبا بمانهم، وسلب الكافرين ذلك النور، وقيل: إنما قال بنورهم والمذكور -79آ- في أول الآية النار؛ لأن النار تشتمل على النور والحرارة: فذهب بنورهم وبقيت الحرارة عليهم: وفوله: *ذهب الله بتورهم) أي أذهب: فهي باء التعدية.

ليتهنل

Shafi 253