============================================================
مقدمة المصحح /م25 (510ه)، ويبقى فيها ثلانة اعوام بدرس، ويظهر له قبول عام.
من هنا نعتقد أنه كان قبل هذا التاريخ أكثر من طالب في نظامية نيشابور، ومن المحتمل جدا أنه كان معيدا أو أستاذا فيها؛ فلا يعقل أن يأتي طالب من نظامية نيشابور ليعتلي كرسي الوعظ في نظامية بغداد، وهي أعلى المدارس كعبا في زمانه، سيما إذا علمنا أن كبار العلماء والفقهاء في هذا العصر كانوا بفتخرون بجلسات وعظهم، وكان لقب "واعظ" من اهم الألقاب العلمية.2 ولو علمنا أن الطالب لايدخل النظامية أية نظامية كانت إلا إذا كان قد أنهى مقدمات العلوم، نفهم أن الشهرستانى قد اجتاز هذه المقدمات في سنت مبكرة في "شهرستان" و"جرجانية)).
يبدو أن كفاءة الشهرستاني ونبوغه العلمي من الأسباب التي جعلته تلميذا لأشهر علماء يشابور، كما صيرت منه نجيا لأبي القاسم الأنصاري، يأخذ منه ما في قلبه من أسرار في علوم القرآن والتفسير، على مذهب أهل البيت -عليهم اللام-2 ويظهر من مؤلفاته ما يلي: 1. سعة اطلاعه على ثقافة زمانه، حتى أنه ليعد بحق دائرة معارف هذه النقافة، وكتابه الملل والنحل يثبت ذلك، ويصور هو تطوافه في الحواضر العلمية واطلاعه على الاتجاهات المذهبية والتقافية المختلفة؛ فيقول: لقد طفت في تلك المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعأكف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم4 و تفسيره يعكس أيضا سعة اطلاعه، حين يناقش آراء المتكلمين والفلاسفة؛ فيعرضها عرض إنسان يستحضر في ذهنه بشكل ناضج آراء الأقدمين والمعاصرين.
2. جرأته العلمية على الخوض في أعمق المسائل الفكرية في عصره؛ ويظهر أنه ما وجد في الملل والنحل مجالا لابراز هذه الجرأة؛ فتصدى بعده لكتابة المصارعة وفي مقدمته يبين 1 عبارة الخوارزمي :"وظهر له فبول عند العوام، معجم اللدان 3773.
2. انظر: مدارس نظامية /3.168. راجع اساتذة النهرستاني في هزه الدراسة.
4 انظر: الملل والنحل (بدران) 154/1.
ليتهنل
Shafi 25