============================================================
174مفاتيح الآسرار ومصابيح الابرار اسرارهم وناخذ من الصدفات والغنيمة معهم.
ومعنى قولهم: امنا، أي صرتا ممن يسمى بهذا الاسم بإظهار علامات الإيمان.
قال المفضل: الاستهزاء أن يري الرجل صاحبه أنه قد قبل ما قال له وهو على خلاف ذلك. تم كثر ذلك حتى صار استجهال الرجل سخرية واستهزاء: وأصله من الهزء وهو العيب.
قال الله تعالى: الله يشتفزئ بهمويمدهمفي طغيانهميغمهون(4) المعاني قال أكثر أهل التأويل في قوله (الله يشتهزئ بهم): أي يجازيهم على استهزائهم. ستي الجزاء باسم المجازى عليه، لأنه مثله في الصورة، كقوله تعالى: (وجزاء سيتة سيئة مثلها) وقال: (فمن اعتدى عليكم فاغتدوا عليه بمثل ما اغتدى عليكم)؛ ومن بيان العرب ان يستى الشيء باسم الشىء إذا قارنه وصاحبه وكان منه سبب، كقولهم للبعير راوية والمراد المحمولة على البعير راوية: وسقوا الكاس خمرا والخمر كأسأ؛ وفي الحديث أنه - صلى الله عليه واله - قال: "اللهم! إن فلانا هجاني وهو يعلم أني لست بشاعر؛ فاهجه اللهم والعنه عددما هجاني"(452) أي اجزه جزاء هجائه؛ وأصل هذا أن اللفظ يخرج مقابلا للفظ، ويكون حقيقة المعنى مقابلة الفعل بمثله في الصورة والهيئة، وقال بعضهم: الكلمة في الاستهزاء بهم أن يعيد عليهم عاقبة استهزائهم ووبال فعلهم: وأطلق القول في ذلك -72 ب - على لفظ الاستهزاء ليوافق الجواب والابتداء؛ وذلك أبلغ في الإفهام، وأحسن في نظم الكلام؛ ومعناه انهم بأنفسهم يستهزئون؛ فنسب الفعل إلى الله -جل وعز - لظهور رجوع الاستهزاء إليهم عند نزول العذاب منه تعالى بهم؛ وهذا التأويل غير الأول؛ وذكر الققال في تقرير التأويل الأولل ما روي عن النبي -صلى الله عليه وآله أنه قال: "تكلفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لايمل حتى تملوا." (453) قال: والمعنى إن يكلفكم ما لا تطيقون الدوام عليه يؤد بكم إلى تركه، لملال منه؛ فينقطع العمل وبنقطع بإزائه من التواب: فلماكان سبب انفطاع النواب عنهم هو ملالهم للأعمال قيل لما يقابله من عند الله ملال؛ فكذلك سمى ما يقابل الاستهزاء استهزاء: ليتهنل
Shafi 240