============================================================
1168مفاتيح الآسرار ومصابيح الآبرار ديننا الافساد، وليس في موالاة الكفار إلا صلاح الفريقين.
قال الله تعالى: (ألا إنهم هم المفسدون) بالكفر؛ والكفر فساد في الأرض، وكفران النعم، وقطع الرحم، وإقدام كل امري على ما تدعوه إليه نفسه وهواه؛ وقيل: إنهم ظنوا أن في مايلة المشركين صلاحا لهم، كماقال تعالى: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبتا دائرة). فبين الله تعالى أن الأمر ليس كما توهموه وأن الكفار لو ظفروا بهم لم يبقوا عليهم، وهذا معنى قول مجاهد وأبي إسحاق؛ وقال الزجاج: لاتفسدوا في الأرض، أي لاتصدوا عن سبيل الله: وقال في قوله: "إنما تخن مضلحون) وجهان: أحدهما أنهم يظنون أنهم مصلحون، والثاني أن الشيء الذي هو إفساد عندكم فهو إصلاح عندنا.
وقيل في قوله ولكن لايشعرون: إن ما ظنوه إصلاحا هو إفساد، وقيل: لايشعرون مأل الهم.
ومفعول الاصلاح1 والإفساد هاهنا محذوف، والتقدير : لاتفسدوا أنفسكم بالكفر، أو الناس بالاضلال. قالوا: إنما نحن مصلحون أنفسنا أو الناس.
وقال المبرد: "لكن" من حروف العطف وهي للاستدراك بعد النفى، ولايجوز أن تدخل بعد واجب إلا لترك قصة إلى قصة تامة، نحو قولك: جاءني زيد لكن عمرو لم يأت؛ وماجاءني زيد لكن عمرو؛ وهذا استدراك بعد النفيي.
الأسرار قال أهل الحق والتحقيق والصدق والتصديق: إن الصلاح والفساد في الأرض إنما يكون باثبات الرجال رجال الكمال؛ وذلك أن الناس محتاجون بفطرتهم إلى اجتماع على صلاح و نظام. يسمى كيفية ذلك الاجتماع ملة وشريعة، وليس يحصل ذلك الاجتماع إلا بتعاون ل ل ا لا 1. في الهامش عنوان: النحو.
ليتهنل
Shafi 234