============================================================
تفسير سورة اليقرة /153 وقالت القدرية: الختم على القلوب والطبع والغشاوة والإقفال إنما يحمل على العقوبة على ما كفروا من النعم والمجازاة عليها، كماقال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهه).
واستدلوا بقول مجاهد أنه قال: هو أن تحف الذنوب بالقلب؛ فإذا التفت عليه فذلك الختم: و في الحديث المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم - : "إن المؤمن إذا أذنب ذنبأ كانت نكتة سوداء في قلبه؛ فان تاب واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تغلق القلب وهو الرين"(439). قال مجاهد: الرين أشد من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال. قالت القدرية: إن الذين كقروالما أضربوا عن النظر في آيات الله ولم ينتهوا لما نيههم الله، قطع الله عنهم مواد التوفيق وحرمهم الألطاف كما [قال]: (فبما تقضهم ميتاقهم لعتاهم وجعلنا قلوبهم قاسية: فحال بينهم وبين الإيمان والاخلاص، وقال بعضهم: لما حرمهم الألطاف صاروا كمن ختم على قلبه وجعل على بصره غشاوة. فأضيف هذا إلى الله تعالى على هذا المعنى، وهذاكاضافة الاضلال إلى الأصنام؛ إذكانت سببا في ضلالهم؛ ومن هذا القبيل قوله: (فلما اءهم نذير مازادهم إلا نقورا اشتكبارا في الأزض* وإلى هذا المعنى مثل القفال؛ وقال بعضهم: إن المعنى بالختم والطبع شهادة الله لهم بالكفر: وقال بعضهم: إن ذلك سمة وعلامة على قلوبهم، ليتميز عند الملائكة من قلوبهم وقلوب المؤمنين؛ وقال: (وأما الذين إفي ق لويهم مرض] فزادثهم رجسا إلى رجسهم ). وقال: (كلا بل ران على قلويهم ماكانوا يكسبون). وقال: (فأغقبهم نفاقا في قلوبهم [إلى يؤم يلقونه] بما أخلفوا الله ما وعدوه) يعنى آنهم تصاموا وتعاموا عن الحق حتى كأنه ختم على قلوبهم. هذاكلام الجبرية والقدرية -63آ- في معنى الختم والطبع والغشاوة وأمثالها في القرآن؛ وسنعود إلى توجيه القولين أو إبطال المقالتين إن شاء الله.
وأما قوله تعالى: (وعلى سنعهم وعلى أبصارهم غشاوة). قال أهل التفسيرا: أي وختم على سمعهم؛ فلايسمعون الحق ولايعقلونه ولاينتفعون به: والمعنى على سمع قلوبهم، كما قال في موضع آخر: (أ فأنت تشمع الصم ولوكانوا لايغقلون)؛ وإنماجمع بين السمع والبصر في الذكر للتأكيد في تفطية البصيرة؛ وقال ابن عباس: ختم على سمعهم: 1. في الهامش عنوان: التفير.
ليتهنل
Shafi 219