============================================================
تفسير سورة اليقرة /145 الشهادة وفيها كل الشهادة على كل حقي وخير؛ وصارت الصلاة مظهرا للشهادة ومستقرا لها ستقر فيها: وصارت الزكاة مظهرا للطهارة ومستقرأ لها تستقر فيها: قال الله تعالى: (قدأفلح من تزكى وذكر اشم ربه فصلى) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) فقوله: (اتقوا الله) إشارة إلى الطهارة وقوله: (قولوا قولا سديدا) اشارة إلى الشهادة؛ فجميع الطهارات في التقوى وجميع الشهادات في قول: لا إله إلا الله، وبهما تصلح الأعمال للقبول، وبهما تستعد الذنوب للمغفرة.
ثم ذكر سبحانه بعد الطهارة والشهادة ومظاهرهما الإيمان بالكتب كلها، والايقان بالآخرة وأحوالها: إذكان نزول الكتب مبادئ الديانات، والآخرة مظاهر الكمالات؛ فوجب الإيمان بالمبادي والإيقان بالكمالات. فكانت الآيتان السابقتان مشتملتين على مبدأين ومظهرين مخصوصين، وكانت الآيتان اللاحقتان مشتملتين على المبادي كلها، والكمالات كلها، وقد قال الله تعالى: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد).
وسر آخر: أن الأمر الأول لماظهر بالكلمات القدسية، وظهرت الكلمات بالقرآن المجيد حتى أبصروه باعينهم، وسمعوه با ذانهم، وعرفوه بقلوبهم، وصدقوه بالسنتهم: ومظهره الأول في هذا العالم شخص المصطفى - عليه اللام - أو نفسه أو روعه أو قلبه؛ وعلى كل لفظ نص: فكانت المظاهر في كل كون منازل القرآن؛ وذلك معنى الإنزال والتنزيل من غير انتقالا ب تخيل؛ وذلك كالمرايا المتقابلة التي تظهر فيها صور الموجودات، في اوحى ما يقدر، أسرع ما ينتظر؛ وهو أيضا معنى الوحي والبعث في الروع، قال الله تعالى: تزل به الووح أمين على قليك ) وهذا مظهر: وقال: (بلسان عربي مبين) وهذا مظهر. وقال: (وكذلك -59آ- أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)، وهذا م ظهر: وقال: (إنه لقول رشولكريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمخنون) وهذا مظهر؛ وقال: (فأوحى إلى عبده ما أوحى ماكذب الفؤاد ما رأى) وهذا مظهر؛ والشخص من حيث هو كل مظهر القرآن، ومن حيث السمع والبصر والفؤاد مظهر القرآن؛ ومن حيت اللسان والقلم مظهر القرآن؛ وهذه المظاهر ترجع إلى المصادر لامحالة، والجزئيات تعود إلى الكليات؛ فيعلم من نتزيل القرآن تاويله، ويعرف من ليتهنل
Shafi 211