============================================================
تفير سورة البقرة131 والثاني: بإضمار "هو" كما قدمناه.
م ما يهتدي به فهو هار وهدي؛ وروي شببان عن قتادة قال: جعله الله هدي وضياء لمن صدق به، ونورا للمتقين؛ ونحوه قال السدي، ورواه عكرمة وسعيدبن جبير عن اين عباس- ر ضي الله عنه وقال الكلبي ومقاتل: هدى أي بيان من الضلالة، وقيل: هو هدى إلى الطاعة: وقال ابن عباس في رواية عطاء: يزيد بيانا لمن اتقاني وعرفني: وقد سبق معنى الهداية في ت فسير "اهدنا" من الفاتحة: وإضافة الهداية إلى القرآن إنما يكون على معنى أنه يهتدى به، فهوالهدى؛ والهادي. وقديتحدالهدى والهادي في القرآنكما يتحدالهادي والهدى في النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو الهدى وهو الهادي، والقرآن هو الهدى والهادي. ثم تخصيصه الهداية بالمتقين، ومن حكم البيان أن يكون عاما وقد قال الله تعالى: (هدى للتاس)؛ فيمكن أن يحمل على أن المنتفع به هم المتقون؛ ومن انتفع بشيءكان ذلك الشيء أولى به معن لم ينتفع به. هذاكما أن الكفار لمالم ينتفعوا بأسماعهم وأبصارهم، قال تعالى: (صم بكم عني فهم لايرجعون)؛ وقيل: إنما خص المتقين بالذكر تشريفا لهم.
الأسرار) .
ثم الهدى إذا أريد به نصب الأدلة وبيان الحجة فهو عام، وإذا أريد به ما يقع به التبيين والاهتداء فهو خاص؛ وهذا العموم والخصوص أبدا يجرى في المعاني والألفاظ. وحكم المفروغ والمستأنف يترتب عليهما حتى لايلزم الجبر والقدر: ومن لم ير العموم والخصوص في القرآن، ولم يميز بين الحكمين كان بأيهما متحيرا. فتارة يميل إلى الجبر وينسب الهداية إلى الله تعالى، ولايرى لنفسه في ذلك استطاعة؛ وتارة يميل إلى القدر وينسب الهداية إلى نفسه ولايرى لله تعالى في ذلك توفيقا؛ وقدقال الله تعالى: (وأما تعود فهديناهم قاشتحبوا العمى على الهدى). وقال: (ويفدى إليه من أناب)، وقال: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، وقال: (إن تشمع إلا من يؤمن بآياتنا)، وهذا يدل على أن لاجبر، و أن الهداية تتبع الإيمان. وهذا حكم المستأنف -52 ب -. وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رشولا أن اغبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فينهم من هدى الله ومنهم من حقت ليتهنل
Shafi 197