126

============================================================

60مفاتيح الاسرار ومصابيح الأبرار على الرباعي والخماسي إلا في ما تؤدي1 إليه الضرورة؛ والثاني في مركبات الألفاظ، وهو أن يؤدي المعنى بأقصر عبارة وأوجز لفظ؛ فيفل الحز ويصيب المفصل.

وأما البلاغة ، فأكثرها في المعنى، وهو أن يكون المتصور في الذهن من المعنى فصيحا صحيحا متينا يعبر عنه بأصح العبارات دلالة وأفصحها بيانا وأجزلها لفظا: ومن المعلوما الذي لامرية فيه أن الإنسان كما تميز عن الحيوان والملك بالنطق، قبولا من الغير وأداء إلى ل الغير؛ فلم يكن لحيوان ما قبول ما في ضمير الغير بواسطة النطق، وأداؤه إلى الغير كذلك، ولم يكن لملكي ما القبول والأداء إلا من جهة الفعل والانفعال: والتفهم والإفهام بينهم جاريانا على نمط غير النطق واللفظ: فاختص الانسان بالنطق الذي هو فضله الذاتي عما فوقه من الملائكة، وعما تحته2 من الحيوانات.

ولماكان النطق مطلقا على معنيين: أحدهما التفكير والتمييز، والثاني التعبير عما يفكر ويميز؛ وكان الناطقون على ترتب وتفاضل فيهما جميعا، وينتهي في الارتقاء إلى درجة الاستغناء عن التفكير في فسم التمييز حتى يصير الغيب له شهادة؛ وما يحصل لغيره بالفكرة حصل له بالفطرة: وكذلك في قسم التعبير حتى يصير نطقه كله وحبا وما يحصل لغيره بالتعليم حصل له بالبديهة؛ فامتاز نطقه من الوجهين جميعا -124 عن نطق سائر الناطقين كمالا وشرفا، وكما صار التطق معجز الإنسان على الحيوان كذلك صار ذلك الكمال فيه معجز النبي على الإنسان؛ وكما اختلفت وجوه الاعجاز في أصل النطق، وإن كان جنسه معجزا: فالعربية معجزة والعجمية معجزة، كذلك اختلفت وجوه الاعجاز فى كمال النطق، وإن كان نوعه معجزا: فالفصاحة معجزة، والبلاغة معجزة؛ وكذلك النظم والجزالة، وكذلك الحكم والأمثال والمواعظ والزواجر. فالأولى أن يقال: القرآن بكليته معجز بعبارته ومعناه: ولم تقدر العرب على معارضته: (قل لئن الجتمعت الانس والجة على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بغضهم لبغض ظهيرا).

ومن تكلف في طلب الأفصح من كلمانه واياته فقد أزرى بالقران، حيت اختار منه كلمات معدودة، وقصر كمال الفصاحة عليها، وعرض بأن الباقي ليس على رونق ذلك 2. س: يخنه.

3. س: الجن والانس.

1. س: يودي.

ليتهنل

Shafi 126