٦٠٨) رحمه الله تعالى، فيكون قد عُمِّر ستًا وثمانين سنة، وزاد من علوّ إسناده أنه بُكِّر بإسماعه الحديث، فقد وجد له سماع وعمره أربع سنوات وخمسة أشهر، كما في "التقييد" لابن نقطة ٢: ٨١٣.
وكذلك أقول في الإمام ابن الصلاح ما قلته في الإمام ابن عساكر: إنه رحل إلى نيسابور، ورجع منها بعلم غزير، ومما رجع به- سوى هذا "المدخل"-: التراث العظيم للإمام البيهقي، وهو "سننه الكبرى"، سمعه من أبي بكر منصور بن أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله بن الإمام أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي (٥٢٣ - ٦٠٨) رحمه الله تعالى.
وقد قرئ "السنن الكبرى" على الإمام ابن الصلاح في دار الحديث الأشرفية ما بين عامي (٦٣٠ - ٦٣٥) في / ٧٥٧/ مجلسًا، كما يظهر من النظر في ختام المجلد الثامن، والعاشر، من "السنن"، مع غاية الضبط والإتقان، وتسجيل صورة دقيقة كأنها (فوتوغرافية) لحال السامعين، وهي مسجلة مطبوعة آخر المجلد الثامن من طبعة الهند لـ "السنن الكبرى"، ونقلها وحفظها من هذا (الضياع)، وجلّا مكانتها العلمية الحديثية شيخنا العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة تغمده الله برحمته، وذلك في جزئه "صفحات مشرقة من تاريخ سماع الحديث عند المحدثين"، وطبعه مع جزئه الآخر: "الإسناد من الدين"، وهما مما يزيد المؤمن إيمانًا، وليسا من كتب الإسناد والرواية فقط.
وأعود إلى تلخيص ما تقدم فأقول: إن الأصل الثاني- ورمزه ب-: أصل أصيل، وبلده الأول نيسابور، ثم صار إلى دمشق، بنقل الإمام ابن
مقدمة / 24