Gabatarwa Zuwa Maganin Halin Zamani
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Nau'ikan
رابع الهموم النهائية هو اللامعنى. فإذا كان كل شخص مائتا لا محالة، وكان كل شخص يشيد عالمه الخاص، وكل شخص وحيدا في عالم غير مكترث، فماذا عسى أن يكون للحياة من معنى؟ لماذا نعيش؟ كيف نعيش في مقبل الأيام؟ إذا لم يكن هناك تشكيل مسبق لحياة وتكوين مقدر سلفا، فعلينا إذن أن نؤسس المعنى الخاص لحياتنا. ويصبح السؤال الجوهري عندئذ هو: «هل يمكن لمعنى حياتي يخلقه الفرد أن يكون من القوة والرسوخ بحيث ينهض بحياة ذلك الفرد ويحملها؟»
يبدو أن الإنسان كائن مرتهن للمعنى ... يسعى بطبيعته إلى المعنى ويحتاجه. فإذا نظرنا إلى أنفسنا نجد أن من صميم التنظيم النيوروسيكولوجي لإدراكنا أن يقوم بإضفاء شكل على المثيرات العشوائية للتو واللحظة. فنحن ننظمها آليا إلى أمامية (صورة) وخلفية. وعندما تواجهنا دائرة ناقصة فنحن ندركها آليا كدائرة مكتملة. وحين نكون بإزاء موقف غامض أو مجموعة من المثيرات التي تتحدى التشكيل، يعترينا الضيق الذي لا يبرحنا حتى ننتظم ذلك الموقف في شكل مميز. وما يقال بشأن المثيرات العشوائية يقال بشأن المواقف الوجودية؛ فماذا تظن بإنسان ألقي به في عالم لا شكل له، إلا أن يظل مضطربا لائبا يبحث عن شكل ... عن تفسير ... عن معنى للوجود.
ثمة سبب آخر يجعل إيجاد معنى للحياة ضرورة للإنسان لا غنى عنها؛ فالمعنى هو مخطط وإطار نستمد منه نظاما هرميا للقيم. والقيم تمدنا ببرنامج عمل نسلك في الحياة وفقا له. القيم لا تخبرنا فقط لماذا نعيش، بل وكيف نعيش.
ينشأ الصراع الداخلي الرابع إذن من هذه المعضلة: كيف يتأتى لكائن يلزمه المعنى أن يعثر على معنى في كون خلو من المعنى؟ (9) مفاهيم متنوعة
يتألف محتوى الصراع الداخلي وفق الإطار المرجعي الوجودي من الهموم النهائية
ultimate concerns
وما تفرخه من مخاوف ودوافع شعورية ولا شعورية. ويحتفظ المدخل الوجودي الدينامي بالبنية الدينامية الأساسية عند فرويد، ولكنه يملؤها بمحتوى مختلف جذريا. فالصيغة الفرويدية القديمة التالية:
دافع ←
قلق ←
ميكانيزم دفاع.
Shafi da ba'a sani ba