Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Mai Buga Littafi
دار القلم
Nau'ikan
طورا جديدا . ذلك أن الكتب المذهبية القديمة التي كانت مؤلفة للتعليم باسلوبه القديم، أو كمرجع للعلماء، ليست ملائمة لحاجة التدريس الجامعي في هذا العصر. فانبرى أساتذة الفقه في كليات الشريعة إلى وضع مؤلفات حديثة في الفقه لملاءمة حاجة الطلاب في مراحل الدراسة العالية والعليا لمرحلة الاجازة (البكالوريوس) أسلوب تعليمي، ولمرحلة الدكتوراة أسلوب تعمقي في موضوعات خاصة. وبذلك وجدت رسائل ماجستير ودكتوراه في موضوعات فقهية كثيرة، تستوعب كل موضوع وتناقشه بتعمق من مختلف جوانبه، وتغني الباحثين والمراجعين، وأصبحت تعد بالعشرات، وبعضها في الفقه الدستوري كنظام الحكم والشورى، وفي الفقه الاقتصادي، وحقوق السلم والحرب في الإسلام (القانون الدولي الإسلامي)، وفي حقوق الانسان، وحقوق المرأة.
/17- الانفتاح على المذاهب، والاهتمام بالفقه المقارن.
ان التجديد في تدريس الفقه والتأليف فيه في الجامعات قد صاحبه الانفتاح على المذاهب الفقهية جميعا، الأربعة الممثلة لفقه أهل السنة والأربعة الأخرى التي سبقت الإشارة إليها في موضعها بل وعلى آراء الصحابة والتابعين وسائر فقهاء السلف الذين لم تدون مذاهبهم تدوينا كاملا وإنما نقلت لهم أراء في موضوعات شتى في كتب اختلاف الفقهاء كالأوزاعي والليث بن سعد وابن شبرمة وابن أبي ليلى، والحسن البصري وسفيان الثوري وغيرهم، للاستفادة من ارائهم فيما نقل عنهم هذا الانفتاح قد أزال العصبية المذهبية التي كانت بين أتباع المذاهب في الماضي مما سبقت الإشارة إليه، وأصبحت الدراسة الفقهية في الجامعات تظهر للطالب مزايا المذاهب المختلفة وما فيها من ثروة فقهية وتنمية فكرية، وتوسعة للمدارك بمناقشة الأدلة، وتيسير على المكلف في الطبيق، وتسهيل على أولياء الأمور لعملية التقنين من الفقه الإسلامي أن يختاروا في كل موضوع من كل مذهب ما هو أنسب وأوفى بالحاجة الزمنية والمكانية.
Shafi 251