187

Madkhal Fiqhi

المدخل الفقهي العام

Mai Buga Littafi

دار القلم

Nau'ikan

ولا ريب أن هذا الرأي العلمي الذي يصدر عن الشورى المجتمعة والتمحيص والتحقيق المشترك يكون أضمن للصواب والمصلحة من الآراء الفردية.

وقد تقدم أن هذه الشورى العلمية في عهد الخلفاء الراشدين هي التي نشأ بها فعلا مصدر الإجماع من مصادر الفقه الإسلامي .

وقد أخذ الاجتهاد المالكي بمبدأ هذه الشورى العلمية بين علماء كل زمن من تعديل الأحكام الفقهية عندما يتبذل فيها عرف الناس ومقاصدهم العلمية.

وهذا هو اجتهاد الجماعة الذي نرى أنه لا يسوغ انقطاعه(1) .

/14 - مزايا هذا الدور: - كان لكثير من فقهاء المذاهب في مرحلة هذا الدور اجتهاد مقيد محدود، أي آراء فقهية قائمة على أصول المذهب الذي ينتمون إليه، قدا يخالفون فيها إمام مذهبهم في بعض الأحكام مخالفة مستندة إلى التخريج على أصوله نفسها بنظر آخر. (ر: 2/14).

- وقد حل هذا الاجتهاد المقيد محل الاجتهاد المطلق الذي كان في طبقة أئمتهم.

- وقد بلغ النتاج الفقهي في مدى هذا الدور وسابقه على أيدي كبار المؤلفين المذهبيين مبلغا يجل عن التحديد والتصور - وكانت في هذا الدور، رغم توقف الاجتهاد، جهود كبرى في تنظيم تلك المذاهب وجمع شتاتها، ثم في تعليل مسائلها وتخريج الحوادث

(1) انظر في هذا الموضوع المحاضرة التي كتبها ونشرها الأستاذ الكاتب المؤرخ الكبير رفيق بك العغلم رحمه الله بعنوان "قضاء الجماعة وقضاء الفردة.

Shafi 207