Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Mai Buga Littafi
دار القلم
Nau'ikan
فأبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: لا يحل لأحد أن يقول قولنا حتى يعلم من أين قلناه ".
والشافعي يقول: امثل الذي يطلب العلم بلا حجة كمثل حاطب ليل، قد يحمل حزمة حطب وفيها أفعى تلدغه وهو لا يدري".
وأحمد بن حنبل يقول: "لا تقلد في دينك أحدا".
وقد فرق أحمد بين التقليد والاتباع، فقال.
الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي وعن أصحابه، ثم هو في التابعين مخيره.
/14- اجتهاد الجماعة: هذا، وإذا كانت صيانة الأحكام الاجتهادية التي وجد منها ثروة فقهية كافية في الماضي قد اقتضت سد باب الاجتهاد الفردي، ففي هذا الزمن تغير وجه المصلحة بما جد من عجائب الحضارة. فقد سخر الإنسان فيه ما شاء من قوى الطبيعة الكونية حتى طار في الهواء وغاص مسافرا ومحاربا حت الماء، ثم حطم الآن الذرة واستخدم من قوتها ما حير العقول.
وأصبح بفلكة زر من جهاز كصندوق صغير، يري فيه ويسمع من بلاد نائية . وغزا الفضاء فأطلق الأقمار الاصطناعية تدور حول الأرض. ثم حقق حلمه بالرحلة إلى القمر، وأصبحت المواصلات بين مشارق الأرض ومغاربها تتم في سرعة لمح البصر بقوة الكهرباء، وترابطت علائق الأمم الاقتصادية بعضها ببعض، وتلاقت قوانينها وجها لوجه . لذلك أصبح من مصلحة الفقه الإسلامي نفسه أن يقوم فيه اجتهاد من نوع آخر، هو اجتهاد الجماعة على طريقة الشورى العلمية في مجامع فقهية تضم فحول العلماء من مختلف المذاهب والأقطار، ليفوا حاجة العصر من هذا الفقه الإسلامي الفياض الذي لا ينضب معينه.
وهذه الشورى هي الطريقة التي كان يلجأ إليها الخلفاء الراشدون في المشكلات العلمية والسياسية كلما حزبهم آمر
Shafi 205