180

Madkhal Fiqhi

المدخل الفقهي العام

Mai Buga Littafi

دار القلم

Nau'ikan

التي جاءت بعد الأئمة أصحاب المذاهب وتلاميذهم قد تلاقوا مهما يختلف اساتذتهم: فالامام محمد من أصحاب أبي حنيفة يرحل إلى الحجاز ويدرس كتاب "الموطأ" للإمام مالك.

والشافعي يتلقى عن محمد بن الحسن فقه أهل الرأي(1) .

وأبو يوسف نفسه يؤيد آراء كثيرين من أهل الرأي بالأحاديث.

ولذا نجد كتب الفقه المختلفة مملوءة بالرأي والحديث معأ، مما يدل على تلاقيهما وإن اختلف الفقهاء كثرة وقلة في الأخذ بأحدهما دون الآخر رر: مقدمة "الملكية ونظرية العقد" للأستاذ المشار إليه، ف/16، ص37) .

وقد أصبح للحكومات في هذا الدور اتجاه مذهبي في القضاء والحسبة(2) والجباية وغيرها من الأعمال، فكان مثلا فقه أبي حنيفة ومدرسته هو المذهب السائد في قضاء الدولة العباسية، وارتبطت العادات والأعراف المحلية بالفقه، وبنيت عليها الأحكام.

/13- وفي أوائل هذا العصر بديء بتدوين الفقه تدوينا علميا مذهبيا. ومن أقدم كتبه كتب محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة الذي جمع مذهبه، وكتاب "الموطا" لمالك بن أنس، وكتاب، "الأم لشافعي.

- وبدىء أيضا في هذا الدور بتدوين علم أصول الفقه، ضبطا لقوانين استنباط الأحكام، بعد فساد السليقة العربية في الألسنة .

(1) أقول : وأحمد بن حنبل يتلقى الفقه والحديث عن الشافعي .

(2) "الحسبة (بكسر فسكون) : هي في الإسلام وظيفة تنفيذية لتأييد واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي حماية المصالح العامة التي تسمى في الاصطلاح القانوني اليوم: "النظام العام"، كقمع الغش والتشرد وكل فساد. والموظف الذي يقوم بهذ المهمة يسمى: المحتسب. (ر : كتاب معالم القربة في أحكام الحسبة، لابن الأخوة، طبعة ليدن. الباب الأول).

Shafi 200