Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Mai Buga Littafi
دار القلم
Nau'ikan
فريضة صلاة الصبح ركعتين، وصلاة الظهر أربع ركعات فلا مجال للبحث عن عللها.
فبعض الصحابة ظهر منهم الميل إلى الاتجاه الأول تحرجا من أن يخطثوا تطبيق أوامر الرسول ونواهيه. وبعض آخر - ولا سيما الذين عهد إليهم بحمل المسؤوليات - ظهر منهم الميل إلى الاتجاه الثاني /12- قال العلامة الشيخ محمد الخضري بك في كتابه القيم تاريخ التشريع الإسلامي" : إن كبار الصحابة كانوا في العصر الأول يستندون في فتاواهم إلىا الكتاب، ثم إلى السنة فإن أعجزهم ذلك أفتوا بالرأي وهو القياس بأوسع معانيه، ولم يكونوا يميلون إلى التوسع في الأخذ بالرأي . لذلك أثر عنهم ذم الرأي. وقد بينا فيما مضى: ما الرأي المعمول به ، وما الرأي المذموم؟
ولما جاء هذا الخلف (من بعدهم) وجد منهم من يقف في الغتوى على الحديث ولا يتعداه، فيفتي في كل مسألة بما يجده من ذلك (في الحديث النبويي)، وليست هناك روابط تربط المسائل بعضها ببعض وجد فريق آخر يرى أن الشريعة معقولة المعاني ولها أصول يرجع اليها، فكانوا لا يخالفون الأولين في العمل بالكتاب والسنة ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ولكنهم، لاقتناعهم بمعقولية الشريعة وابتنائها على أصول محكمة مفهومة من الكتاب والسنة، كانوا لا يحجمون عن الفتوى بما يرونه أقرب إلى مقاصد الشريعة فيما لم يجدوا فيه نصا، وفوق ذلك كانوا يحبون معرفة العلل والغايات التي من أجلها شرعت الأحكام. وربما ردوا بعض أحاديث لمخالفتها أصول الشريعة، ولا سيما إذا عارضتها أحاديث نبوية أخرى .ا وقد كان أكثر ظهور هذا المبدأ في أهل العراق، فكان أكثر فقهاء العراق أهل رأي، وكان أكثر أهل الحجاز أهل حديث (تاريخ التشريع الاسلامي، ص 107 - 108، ببعض اختصار) .
Shafi 186