ويطلبون منهم أن يرتجعوا ويتجنبوا المباحثات السافلة والأفكار الساقطة، ولا يجوز للآباء أن يصمتوا في ظروف كهذه، بل عليهم أن يعظوا ويعلموا؛ ليضحدوا التعاليم الكاذبة والهرطقات قبل أن ينتشر الشر ويتسع الخرق، ويأصل في قلوب الرعية.
إن الكنيسة هي ترتيب إلهي أسسها على الأرض ربنا يسوع المسيح لأجل خلاص الناس، ويختص بها جميع المؤمنين سواء كانوا صالحين أم خطاة، ونفس مؤسسها الرب يسوع المسيح شبهها بالحقل الذي ينمو فيه بإرادة صاحبه حتى الحصاد القمح والزوان معا «متى ص12 عدد 24 و30». غير أنه يحدث أحيانا أن الخطاة يتوغلون في الخطية توغلا يوجب قطعهم كأعضاء ميتة في جسم الكنيسة بقوة سلطتها المنظورة أو بقوة حكم الله غير المنظور، بناء عليه لا نعتبر الأشخاص الآتي بيانهم أعضاء في كنيسة المسيح:
أولا:
أولئك الذين ارتدوا عن الإيمان المسيحي، ورجعوا إلى عبادة الأوثان، أو حسب قول الرسول: من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا، وازدرى بروح النعمة «عب ص10 عدد 39».
ثانيا:
الهراطقة الذين لم ينكروا تماما الإيمان المسيحي، ولكنهم لجهالتهم أو لتشعب أفكارهم يفسدون معتقدات الكنيسة، ويحملونها على محمل يخالف ما وضعت له «كالكونت تولستوي»، وهم في ذلك لا يخشون وعيد الرسول القائل: ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما «غلا ص1 عدد 8 و9».
ثالثا:
المنشقون عن الكنيسة الذين مع أنهم لا يرفضون عقائد الكنيسة، ولكنهم لا يرضخون للسلطة الكنائسية، وينفصلون عنها بذواتهم وإرادتهم الخاصة، ومثل هؤلاء يصدق عليهم كلام المخلص القائل: «وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار.» «متى ص18 عدد 17».
رابعا وأخيرا:
كل الذين ترى الكنيسة بموجب السلطة المعطاة لها من الرب ضرورة قطعهم منها لانحرافهم عن الإيمان؛ قال الرب: الحق أقول، كم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء، وكلما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السما «متى ص18 عدد 18».
Shafi da ba'a sani ba