The Shafi'i School of Thought on Worship and its Evidences
مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها
Mai Buga Littafi
دار السلام
Bugun
الثالثة
Shekarar Bugawa
1424 AH
Inda aka buga
القاهرة
Nau'ikan
كثيرًا خصوصًا بين الجوار، إذ الإسلام اعتبر المؤمنين رقباء بعضهم على بعض، كما في سورة التوبة آية ٧١: ﴿والمؤمنون والمؤمناتُ بعضُهم أولياء بعض يأمرون بالمعروفِ وينهون عن المنكر﴾ أي يلي بعضهم بعضًا بالنصح والتوجيه للخير والتحذير من الشر. وكما في سورة النساء آية ١١٤: ﴿لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا﴾.
- أول من أوجد الحسبة: ذكروا أن أول من أوجدها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويوردون على ذلك أدلة، منها أن عمر كان يقوم بوظائف المحتسب بنفسه: فيشارف السوق، ويراقب المكاييل والموازين ويأمر بإماطة الأذى عن الطريق، ويروون عن المسيب بن دارم قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب جمالاً ويقول: حملت جملك مالا يطيق. ا هـ وفي كنز العمال قال: دخل عمر السوق وهو راكب فرأى دكانًا أي (دَكَّة) قد أحدثت في السوق فكسرها. اهـ.
أقول: والحقيقة أن عمر رضي الله عنه، هو أول من قام بها بنفسه من هذه الأمة بعد رسول الله عليه السلام، وأن عمر أيضًا أول من نظمها، وعين لها محتسبًا، فقد ولى عبد الله بن عقبة على النظر في الأسواق، والتفتيش على المكاييل والموازين. ومنع الغش فيا يباع ويشترى، ثم سار الخلفاء والأمراء من بعد عمر رضي الله عنه في الصدر الأول يباشرون أعمال الحسبة بأنفسهم بغية إصلاح الرعية ويرجون ثوابها.
وأما أول من أوجدها على الإطلاق وقام بها قولاً وعملاً فهو المشرع الأعظم عليه الصلاة والسلام، فقد روى الشيخان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إياكم والجلوس على الطرقات، قالوا: يا رسول الله مالنا بدَّ من مجالسنا نتحدث فيها، قال: فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقَّه، قالوا: وما حقُّه؟ قال: غضُّ البصر وكفّ الأذى وردّ السلام والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر). وأخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله ﷺ مرَّ في السوق على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعُه بللاً، فقال: ماهذا ياصاحبَ الطعام؟ فقال: يا رسول الله أصابته السماء، قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غشنا فليس منا). اهـ.
51