============================================================
وحكم سبحانه بينهم وبين المسلمين حكما ترتضيه العقول، ويتلقاه كل منصف بالإذعان والقبول، فقال سبحانه: قل هل أنبئكم بشر من فلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل) (1) .
وأخبر سبحانه عما أحل بهم من العقوبة الي صاروا بها مثلا في العالمين، فقال تعالى: فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون* فلما عتوا عن ما فهوا عنه قلنا هم كونوا قردة خاسئين) (2).
فيمشون القهقرى ، وبجعل لأحدهم عينين من قفاه ، وكذا قال قتادة وعطية العوفي.
وهذا أبلغ في العقوبة والنكال، وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل ورجوعوهم عن المحجة البيضاء إلى سبيل الضلالة يهرعون وييمشون القهقرى على أدبارهم.
(1) سورة المائدة (الآية: 60) وقال ابن كثير في تفسيرها: أي: هل أخبركم بأشر الجزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بناة الذين هم متصفون هذه الصفات المفسرة بقوله: {من لعنه الله4 أي: أبعده من رحمته وغضب عليه) أي: غضبا لا يرضى بعده أبدا وجعل منهم القردة والخنازير) ...
عن ابن مسعود قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير: أهي مما مسخ الله؟ فقال: "إن الله لم يهلك قوما" أو قال: 1/م مسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عقبا، وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك1.1.ه بتصرف.
(2) سورة الأعراف (الآية: 165، 166) وقال ابن كثير في تفسيرها: أي: فلما اب الفاعلون قبول النصحية: { أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا) أي: ارتكبوا المعصية: { بعذاب بئيس) فنص على نجا
Shafi 57