============================================================
وفرق به بين أوليائه وأعدائه، وبين أهل الهدى والضلال، وأهل البغي والرشاد، فقال تعالى: فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن و قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فيان أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد) (1) .
وأمر تعالى بالثابت عليه إلى الممات، فقال وبقوله يهتدي المهتدون ويا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (2).
وهي وصية إمام الحنفاء لبنيه وإسرائيل: يا بني إن الله اصطفى الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون* أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آباي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق إها واحدا ونحن له مسلمون) 3).
خلف كما قال تعالى: وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) أي: صدقا الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم الن و هذا قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورض لكم الإسلام دينا) أي : فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف كتبه وقال بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم) وهو الإسا أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان حتاجون إلى زيادة أبدا ، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا ، وقد رضيه الله يسخطه أبدا.
وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عرفة ولم يترل بعدها حلال ولا حرام ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات.
(1) سورة آل عمران (الآية: 20) .
(2) سورة آل عمران: (الآية: 102) .
(3) سورة البقرة (الآية: 132، 133).
Shafi 52