============================================================
فصل وأما المقتدر بالله(1): فإنه في سنة خمس وتسعين ومائتين عزل كتاب النصارى وعمالهم و أمر أن لا يستعان بأحد من أهل الذمة، حتى أمر بقتل ابن ياسر النصراني عامل يونس الحاجب، وكتب إلى عماله بما نسخته: عوائد الله عند أمير المؤمنين توفى على عادة رضاه، وفهاية أمانيه وليس أحد يظهر عصيانه إلا جعله الله عظة للأنام وبادره بعاجل الاصطلام، والله عزيز ذو انتقام، فمن نكث وطغى، وبغى وخالف أمير المؤمنين بسطوته وطهر من رجسه دولته والعاقبة للمتقين وقد أمر أمير المؤمنين بترك الاستعانة بأحد من أهل الذمة، فليحذر العمال بحاوز أمر أمير المؤمنين ونواهيها (1) قال ابن حزم في رسالته أسماع الخلفاء والولاة في ذكره لولاية المقتدر: وولي بعد المكتفى أخوه: أبوالفضل جعفر بن أحمد وله أربعة عشر سنة ولم يل إمرة المؤمنين أحد إلى يومنا هذا أصغر منه. وفي أيامه فسدت الخلافة ورقت أمور الاسلام وظهرت غالية الروافض الكفرة ، فغلبوا على كثير من البلاد وتسموا بإمرة المؤمنين، وسلك سبيلهم في ذلك من تغلب على الأندلس من ولد هشام بن عبدالملك بن مروان، وكانوا قبل ذلك يتوقفون على التسمي بذلك ولا يتعدون التسمي بالامرة فقط، وسلك سبيلهم في ذلك في زماننا من تغلب على بعض الجهات من ولد أمير المؤمنين الحسين بن على رضي الله عنهما ، واختل النظام جملة.
فلم يزل واليا إلى أن قتل في شوال سنة عشرين وثلاثمائة، يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال في حرب مؤنس الخادم ، إذ قام عليه وسنه ثمان وثلاثون سنة وأشهر. وكانت ولايته خمسا وعشرين سنة غير شهرين.
أمه أم ولد اسمها: شغب. وفي أيامه ملك الروافض الغالية إفريقية كلها وغلب القرامطة الكفرة على مكة وقلعوا الحجر الأسود وقتلوا الناس في الطواف فإنا لله وإنا إليه راجعون.ا
Shafi 46