============================================================
فقلت له: أمير المؤمنين يضرب كرة من جلود بصولان من خشب، وأنت تضرب كره من فضة بصولجان من فضة.
فالتفت المتوكل إلى الفتح بن خاقان(1)، وقال: ابعث فأحضر هؤلاءال وضيق عليهم، فحضرت جماعة الكتاب، وعلموا ما وقع فيهم من الكافر.
فاجتمعوا إلى عبدالله بن [11] يجى، فأنفذ معهم كتابه إلى مسلمة، وعاتبه فيما جرى منه فحلف أني لم أفعل ما فعلته إلا على سكر، ولم أقل ما قلته عن حقيقة فأخذ خطه بذلك.
فدخل عبدالله بن يحجيى على المتوكل، وعرفه ما تممه أهل الذمة على الالجوهري: الصولجان : يفتح اللام المحجن فارسي معرب.
(1) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (82/12) : الفتح بن خاقان الأمير الكبير الوزير الأكمل، أبومحمد التركي، شاعر مترسل بليغ مفوه ذو سؤدد وجود ومحاسن على لعب فيه.
وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه. استوزره، وفرض إليه إمرة الشام، فبعت إليها نوابا عنه.
وله أخبار في الكرم والظرف والأدب. ولما قدم المتوكل إلى دمشق، كان الفتح زميله على جمازة (أي ناقة سريعة).
حكى عنه: المبرد، وأحمد بن يزيد المؤدب. وكان أحد الأذكياء، دخل المعتصم على الأمير خاقان، فمازح ابنه هذا، وهو صبي، فقال: يا فتح، أيما أحسن داري أو داركم؟
فقال الفتح: دارنا إذا كنت فيها. فوهبه مائة ألف. وكان الفتح ذا باع أطول في فنون الأدب. قتل مع المتوكل سنة سبع وأربعين ومن مصادر ترجمته: تاريخ بغداد (389/12)، معجم الأدباء (174/16)، شذرات الذهب (2) 114)، الوافي بالوفيات (177/3، 179)، النجوم الزاهرة (313/2، 324)، الكامل في التاريخ (94/6، 140) .
Shafi 39