ويقول هذا الرحالة عن أسرة الملك ورجال بلاطه: " إن بعضهم كان من عباد " شو " وبعضهم من أتباع الديانة البوذية، وكان بعضهم يعبد الشمس وبعضهم يعبد " وشنو " وكان لكل واحد أن يخص من الآلهة أحدًا بعبادته أو يعبدهم جميعًا (١» .
الشهوة الجنسية الجامحة:
وأما الشهوة فقد امتازت بها ديانة الهند ومجتمعها منذ العهد القديم، فلعل المواد الجنسية والمهيجات الشهوية لم تدخل في صميم ديانة بلاد مثل ما دخلت في صميم الديانة الهندية، وقد تناقلت الكتب الهندية وتحدثت الأوساط الدينية عن ظهور صفات الإله وعن وقوع الحوادث العظيمة وعن تعليل الأكوان روايات وأقاصيص عن اختلاط الجنسين من الآلهة وغارة بعضها على البيوت الشريفة تستك منها المسامع ويتندى لها الجبين حياء، وتأثير هذه الحكايات في عقول المتدينين المخلصين المرددين لهذه الحكايات في إيمان وحماسة دينية وفعلها في عواطفهم وأعصابهم واضح، زاد إلى ذلك عبادتهم لآلة التناسل لإلههم الأكبر " مهاديو "، وتصويرها في صورة بشعة، واجتماع أهل البلاد عليها من رجال ونساء وأطفال وبنات، زد إليه كذلك ما يحدث به بعض المؤرخين أن رجال بعض الفرق الدينية كانوا يعبدون النساء
العاريات والنساء يعبدن الرجال العراة (٢) وكان كهنة المعابد من كبار الخونة والفساق الذين كانوا يرزءون الراهبات والزائرات في أعز ما عندهن، وقد أصبح كثير من المعابد نواخه يترصد فيها الفاسق لطلبته، وينال فيها الفاجر بغيته، وإذا كان هذا شأن البيوت التي رفعت للعبادة والدين فما ظن القارئ ببلاط الملوك وقصور الأغنياء؟ ! فقد تنافس فيها رجالها في إتيان كل منكر وركوب كل فاحشة، وكان فيها مجالس مختلطة من سادة وسيدات، فإذا لعبت الخمر برؤوسهم خلعوا جلباب الحياء والشرف وطرحوا الحشمة فتوارى الأدب وتبرقع الحياء ... هكذا أخذت البلاد موجة طاغية من الشهوات الجنسية والخلاعة، وأسفّت أخلاق الجنسين إسفافًا كبيرًا.
_________
(١) أيضًا.
(٢) ستيارته بركاش لديالند سرسوتي الهندكي ص ٣٤٤.
1 / 50