وكأنما حصباء أرضك جوهر
وكأن ماء الورد دمع نداك
وكأنما أيدي الربيع ضحية
نشرت ثياب الوشي فوق رباك
وكأن درعا مفرغا من فضة
ماء الغدير جرت عليه صباك
ومما يقرب من بكاء الديار ذكر منازل اللهو والقصف، وقد كان الشعراء يتخذون الأديار موطنا لعبث الصبا ولعب الشباب، ولكثير منهم حنين موجع إلى سكانها من ظرفاء الرهبان، وربما عدنا إلى بسط ذلك في غير هذا الحديث، ونكتفي الآن بنفثات العشاق في التغني بمنازل الشراب. فمن ذلك قول محمد بن عاصم المصري في دير القصير، وقد كان ملعبا للشعراء المصريين:
إن دير القصير هاج أذكاري
لهو أيامنا الحسان القصار
وزمانا مضى حميدا سريعا
Shafi da ba'a sani ba