توارب العقل مني واستفد حكمي
جمع الكلام إذا لم تغن حكمته
وجوده عند أهل الذوق كالعدم
فالبيت الأول تكلفه الشاعر ليشير إلى المواربة، والبيت الثاني حكمة مفتعلة أشار بها إلى الكلام الجامع، وأظهر من هذين في التعمل قوله في التذييل والتفويف:
والله ما طال تذييل اللقاء بهم
يا عاذلي وكفى بالله في القسم
خشن ألن إحزن افرح امنع اعط أنل
فوف أجد وش رقق شد حب لم
ولا موجب للوم الشاعر على هذا الكلام الثقيل، فقد أنصف من نفسه حين قال في شرح البيت الثاني: «التفويف تأملته فوجدته نوعا لم يفد غير إرشاد ناظمه إلى طريق العقادة، والشاعر إذا كان معنويا وتجشم مشاقه تقصر يده عن التطاول إلى اختراع معنى من المعاني الغريبة وتجفوه حسان الألفاظ، ولم يعطف عليه برقة، وتأنف كل قرينة صالحة أن تسكن له بيتا.»
ومعنى هذا أنه لم يقصد بنظمه غير التمثيل للنوع البديعي، أما هو فلا يراه من ألوان البيان، ولكن هذا الشرح وما فيه من تكلف التخيل جاء أثقل من التفويف!
Shafi da ba'a sani ba