ويزيد في قيمة ما في هذا الكتاب من فنون الاستطراد أنه يتحدث عن علماء وشعراء وكتاب لم يبق من آثارهم إلا القليل. (10)
وفي هذه الخزانة ألفاظ تستحق الدرس، من ذلك لفظة «أنفعل» في الصفحة الخامسة إذ يقول المؤلف: «وأما قصة إسحق بن إبراهيم الموصلي في هذا الباب فإني أنفعل وأخجل عند سماعها»، ولفظة «استهليتها» في ص23، والصواب «استهللتها» وليست غلطة مطبعية، بل هي من غلط المؤلف، بدليل أنها لا تزال مستعملة في الأزهر؛ إذ يقول الأشياخ في دروس البيان: «اشتقينا» في مكان «اشتققنا»، واللغة العامية تؤيد هذا الغلط، فالناس يقولون مثلا: «استقلينا هذه الكمية»، ويندر أن يفكوا إدغام المثلين.
وكلمة «لالا» في ص30 إذ يقول المؤلف: ومثله قول الشيخ شمس الدين المزين في غلام مليح، وله «لالا» مليح:
ومليح لالاه يحكيه حسنا
فهو كالبدر في الدجى يتلالا
قلت قصدي من الأنام مليح
هكذا هكذا وإلا فلا لا
وكلمة «سافل» يكثر ورودها في الخزانة بمعنى ضعيف كقوله: «يشير إلى تقريظ كتبه لبعض أهل الأدب على مصنف سافل»، وهي تقابل كلمة
inferieur
الفرنسية، وكانت في ذلك الحين كلمة خفيفة، وهي اليوم من صور السباب. (11)
Shafi da ba'a sani ba