أخبره أنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت رأسه وبركت عليه، قلت: وكذا غلط من قال إن أبا جعفر وشيبة كانا يقرئان في مسجد رسول الله ﷺ قبل الحرة، قاله محمد بن سعدان عن يعقوب بن جعفر بن أبي كثير.
بل قد نقل ذلك عن أبي حعفر وحده، وهو أسن من شيبة بكثير وهو والد ميمونة زوجة شيبة، وقال قالون: كان نافع أكثر اتباعا لشيبة منه لأبي جعفر.
وقال النسائي وغيره: شيبة ثقة.
قلت: خرج له النسائي وحده. "حديثا واحدا"١.
وقال قتيبة الأصبهاني: حدثنا سليمان بن مسلم، رجع شيبة إلى قراءة أبي جعفر، حين مات أبو جعفر.
وقال خليفة بن خياط: توفي شيبة سنة ثلاثين ومائة٢.
١٣- مسلم بن جندب أبو عبد الله المدني القارئ القاص مولى هذيل.
قرأ القرآن على عبد الله بن عياش المخزومي مقرئ المدينة، وحدث عن أبي هريرة وحكيم بن حزام٣ وابن عمر، وابن الزبير وأسلم مولى عمر وغيرهم، قرأ عليه نافع الإمام وتأدب عليه عمر بن عبد العزيز.
وحدث عنه ابنه عبد الله بن مسلم، وزيد بن أسلم ومحمد بن عمرو بن حلحلة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن أبي ذئب وآخرون، وكان من فصحاء أهل زمانه، وكان يقص بالمدينة.
وروى معمر عن يحيى بن أبي كثير عن مسلم بن جندب، عن ابن عمر ﵄، قال: "المكاتب عبد ما بقي عليه درهمان"، وروى ابن أبي ذئب عن مسلم بن
_________
١ ثبت في أ "حدثنا واحد".
٢ انظر/ طبقات ابن الجزري "١/ ٣٢٩".
٣ هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي ابن أخي خديجة الشريف الجواد، أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير، وفعل مثل ذلك في الإسلام وأهدى مائة بدنة وألف شاة، أعتق بعرفة مائة وصيف في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها "عتقاء الله من حكيم بن حزام" وباع دار الندوة بمائة ألف وتصدق بها فقيل له: بكت مكرمة قريش فقال: ذهبت المكارم، ولدته أمه من الكعبة وعاش ستين سنة من الجاهلية وستين سنة من الإسلام، وهو من مسلمة الفتح توفي سنة أربع وخمسين للهجرة ودفن في داره بالمدينة "انظر شذرات الذهب من أخبار الذهب ص٦٠ جـ١".
1 / 45