وقال أبو داود: كان من الخوارج١، قلت وممن روى عنه الزهري وعمرو بن دينار وحميد بن هلال، وثقه النسائي وغيره، وتوفي قديما قبل سنة مائة٢.
٩- يزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ أحد العشرة.
مدني مشهور رفيع الذكر، قرأ القرآن، على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وفاقا.
وقال غير واحد: قرأ أيضا على أبي هريرة وابن عباس ﵃، عن قراءتهم على أبي بن كعب، وصلى بابن عمر وحدث عن أبي هريرة وابن عباس، وهو قليل الحديث، تصدى لإقراء القرآن دهرا. فورد أنه أقرأ الناس من قبل وقعة الحرة٣، حتى قيل إنه قرأ على زيد بن ثابت ولم يصح، قرأ عليه نافع بن أبي نعيم، وسليمان بن مسلم بن جماز، وعيسى بن وردان الحذار وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحدث عنه مالك الإمام، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وقد وثقه يحيى بن معين والنسائي.
قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان أبو جعفر يقرئ الناس قبل وقعة الحرة، ثنا بذلك عنه إسماعيل بن جعفر، أخبرنا عمر الطائي أخبرنا زيد الكندي إجازة، أنبئنا أبو الحسن بن توبة، أخبرنا ابن هذارمدد حدثنا عمر الكناني حدثنا ابن مجاهد حدثنا محمد بن الجهم حدثنا سليمان بن داود حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: قال لي سليمان بن مسلم: أخبرني أبو جعفر أنه كان يقرئ في مسجد رسول الله ﷺ قبل الحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. وأخبرني أنه كان يملك المصحف على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وكان من أقرأ الناس، قال: وكنت أرى كل ما يقرأ وأخذت عنه قراءته.
وأخبرني أبو جعفر أنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة.
_________
١ يقال لهذه الطائفة: الخوارج، والحرورية، والنواصب، والشراة، والحكمية، والمارقة. فأما الخوارج فجمع خارج، وهو الذي خلع طاعة، الإمام الحصر، وأعلن عصيانه، وألب عليه، بعد أن يكون له تأويل، وعلماء الشريعة يسمونهم "بغاة" "مقالات الأشقوي: ١/ ١٥٦".
٢ انظر/ طبقات ابن الجزري "٢/ ٣٣٦".
٣ الحرة: موضع معروف قريب من مدينة الرسول ﷺ. وفيه حدثت موقعة عظيمة بين أهل المدينة من أبناء الأنصار والمهاجرين وجيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ومسلم بن عقبة المزي. وقد قتل فيها خلق كثير من بني هاشم وسائر قريش ومن الأنصار. والإسراف مسلم في القتل سماه كثير من المؤرخين مسرفا "مروج الذهب: ٣/ ٧٩".
1 / 40