Macqul da Ba Macqul
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
Nau'ikan
حبيب :
والله لتريني بحيث تكره!
علي :
وما أنت؟! لا أبقى الله عليك إن أبقيت علينا! اذهب فصوب وصعد ما بدا لك!
فلما انسلخ شهر المحرم، خرج معاوية وعمرو بن العاص، يكتبان الكتائب ويعبئان الناس، وكذلك فعل علي أمير المؤمنين، وقد أوصى جنوده بهذه الوصية الآتية التي اجتمع فيها خلق الإسلام في أرفع مداركه: «لا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم؛ فأنتم بحمد الله على حجة، وترككم قتالهم حجة أخرى، فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة، ولا تمثلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلى رحال القوم، فلا تهتكوا سترا، ولا تدخلوا دارا، ولا تأخذوا شيئا من أموالهم ...»
وبعد قتال فيه المبارزة بين قرن وقرنه، وفيه اللقاء بين جماعة وجماعة، لاحت لمعاوية وعمرو الدلائل القاطعة بأن الهزيمة لاحقة بهما، فعدلا عن القراع إلى الخداع، ولا عجب، فهنالك كان الرأي لعمرو بن العاص، الذي ورد في نهج البلاغة قول ابن أبي طالب فيه: «... إنه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف، ويسأل فيبخل، ويسأل فيلحف، ويخون العهد، ويقطع الإل (الإل: القرابة، وقطع الإل هو قطع الرحم)، فإذا كان عند الحرب، فأي زاجر وآمر هو، ما لم تأخذ السيوف مآخذها، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبته (يولي الأدبار)، أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة، إنه لم يبايع معاوية حتى شرط أن يؤتيه أتية (الأتية: العطية).»
نقول: إنه لما لاحت علامة الهزيمة لمعاوية وعمرو، وأشار عمرو على سيده باللجوء إلى الخديعة، خرج رجل من أهل الشام فنادى: يا أبا الحسن، يا علي، ابرز إلي! فخرج إليه علي.
الرجل :
إن لك يا علي لقدما في الإسلام والهجرة، فهل لك في أمر أعرضه عليك، يكون فيه حقن هذه الدماء؟
علي :
Shafi da ba'a sani ba