أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
أشخاص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
Shafi da ba'a sani ba
الفصل الرابع
الفصل الخامس
مكبث
مكبث
تأليف
ويليام شكسبير
ترجمة
خليل مطران
أشخاص الرواية
دنكان
Shafi da ba'a sani ba
Duncan :
ملك اسكتلندة.
ملكولم
Malcom :
ابنا الملك.
دونلبان
Donalbain :
ابنا الملك.
مكبث
Macbeth :
Shafi da ba'a sani ba
قائدان في جيش الملك.
بنكو
Banquo :
قائدان في جيش الملك.
مكدف
Macduff :
من أشراف اسكتلندة.
لينوكس
Lennox :
من أشراف اسكتلندة.
Shafi da ba'a sani ba
رس
Ross :
من أشراف اسكتلندة.
منتث
Menteith :
من أشراف اسكتلندة.
أنجوس
Angus :
من أشراف اسكتلندة.
كانتس
Shafi da ba'a sani ba
Caithness :
من أشراف اسكتلندة.
فليانس
Fleance :
ابن بنكو.
سيورد
Siward :
قائد القوات الإنجليزية.
الفتى سيورد
Young Siward :
Shafi da ba'a sani ba
ابن قائد القوات الإنجليزية.
سيتن
Seyton :
ضابط في خدمة مكبث.
لادي مكبث
Lady Macbeth :
زوج مكبث.
لادي مكدف
Lady Macduff :
زوج مكدف.
Shafi da ba'a sani ba
ابن مكدف، أطباء، أشراف، لوردات، ضباط، جنود، قتلة، خدم، رسل، طيف بنكو. •••
تجري حوادث المسرحية في اسكتلندة وإنجلترا.
الفصل الأول
المشهد الأول
أرض معشوشبة بقرب فوريس. إبراق وإرعاد (تدخل ثلاث ساحرات.)
الأولى :
من أين مجيئك يا أختي؟
الثانية :
كنت أقتل خنازير.
الثالثة :
Shafi da ba'a sani ba
وأنت يا أختي؟
الأولى :
كانت امرأة ملاح تحمل في حضنها كستناء، وتقضم، تقضم، تقضم، فسألتها شيئا منه فطردتني قائلة: «اعزبي يا ساحرة!» إن زوجها قد سافر إلى «حلب» ليكون ربانا بدجلة، سأركب الغربال مقلعة إليه، وسأعمل سحري كما يعمل الفأر نابه، قرضا، قرضا، قرضا.
الثانية :
وهبتك ريحا عاتية.
الأولى :
لك الشكر.
الثالثة :
وأنا أمنحك ريحا ثانية.
الأولى :
Shafi da ba'a sani ba
أما سائر الرياح فهن لي، كما أن لي مراسي السفن وسائر الأماكن المرسومة في خرائط البحار. سأدعه جافا كالتبن، لا يعلق النوم ليلا ولا نهارا بأهداب جفنيه، حياته حياة الطريد المحروم يظل يضعف وينحف، ويذوب تسعة أسابيع مكررة. تسع مرات يأبى القدر أن تغرق سفينته، ولكنها تستمر عرضة للأمواج بلا انقطاع، انظري ما بيدي؟
الثانية :
أرينا، أرينا!
الأولى :
إبهام ملاح قد غرق في يوم وصوله إلى وطنه. (تسمع الطبول.)
الثالثة :
الطبول الطبول، مكبث يقترب. (الثلاث الساحرات متماسكات وراقصات.) (يدخل مكبث وبنكو.)
مكبث :
لم يمر بي يوم أروع من هذا اليوم هولا وجمالا.
بنكو :
Shafi da ba'a sani ba
كم المسافة بين هذا المكان وبين فوريس؟ ما هذه الخلائق الغثاث العجاف، باليات الجلود والأطمار، غريبات الحركات والأطوار، إنها ليست بإنسيات وإن مشت على الأرض، ألك حياة؟ أتجيبين السائلين؟ كأنني بك وقد وضعت أصابعك الجافيات على شفاهك الجافات تدركين ما أقول، ما أشبهك بالنسوة، لولا هذه اللحى.
مكبث :
تكلمي إن تستطيعي الكلام. من تكونين؟
الساحرة الأولى :
سلام أي مكبث! سلام يا غطريف ولاية «جلاميس» وسيدها.
الثانية :
سلام أي مكبث! سلام يا غطريف ولاية «كودور» وسيدها.
الثالثة :
سلام أي مكبث! ستكون ذات يوم ملكا.
بنكو (مخاطبا مكبث) :
Shafi da ba'a sani ba
أيها الهمام ما لك تجف؟ وعلام ترتجف؟ أتخيفك أمثال هذه الكلمات، على عذوبة موقعها من المسامع؟ (مخاطبا الساحرات)
باسم الحقيقة ألستن أوهاما؟ أم أنتن ما نرى؟ لقد لقبتن رفيقي الشريف «السيد الغطريف» بألقاب الفخر وتنبأتن له من آمال الملك، بما أفاض على قلبه السرور والدهشة، أما أنا فلم تخاطبنني، فإن كنتن تستشرفن ما يحجبه الغيب، وتعلمن البذر الذي ينمو من البذر الذي لا ينمو، فأجبن على سؤال رجل لا يرجو منكن الإحسان، ولا يخشى منكن الإساءة.
الأولى :
سلام.
الثانية :
سلام.
الثالثة :
سلام.
الأولى :
دون مكبث وأعلى منه قدرا.
Shafi da ba'a sani ba
الثانية :
أقل منه توفيقا، وأعظم منه توفيقا.
الثالثة :
ستلد ملوكا ولن تكون أنت ملكا، فيا مكبث وبنكو سلام عليكما.
مكبث :
البثي أيتها النواطق بغير إفصاح عما في ضمير المقادير، وزيديني بيانا.
أعلم أنني بموت أبي قد أصبحت غطريف «جلاميس»، ولكن كيف أستطيع أن أكون غطريف «كودور» في حين أن صاحب هذا المنصب والملقب به ما زال حيا، في إقبال من دهره. فأما أن أصير ملكا فذلك أبعد احتمال، وليس ما تنتهي إليه عقيدتي. أبيني إذن، من أين استنزلت تلك الأقوال المستغربة؟ ولماذا عرضت لي في هذه الأرض التي تطرقها الرياح، تحيينني بأمثال هذه النبوءات؟ إني لأتقدم إليك أن تجيبي. (تتوارى الساحرات.)
بنكو :
للأرض نفاخات كحبب الماء. وما تلك الأشباح التي رأيناها إلا من أمثال ذلك الحبب بدت ثم بادت. إلى أين تراها عادت؟
مكبث :
Shafi da ba'a sani ba
إلى الهواء، وبينما كنا نحسبها أجساما إذ رأيناها ذابت، كما تذوب الأنفاس في النسمات، ألا ليتهن أطلن الوقوف!
بنكو :
أكانت تلك المخلوقات ها هنا، كما شهدناها، أم نحن أكلنا جذعا من ذلك النبات المخدر الذي يحبس الأحلام ويطلق الأوهام؟
مكبث :
سيكون أبناؤك ملوكا.
بنكو :
ستكون أنت ملكا.
مكبث :
وقبلا غطريف كودور. ألم يقلن هذا؟
بنكو :
Shafi da ba'a sani ba
بالحرف. من القادم إلينا؟ (يجيء رس وأنجوس.)
رس :
مكبث. لقد سر الملك بما جاءه من أنباء نصراتك، فما وقف على تفصيل فعالك بجيش العصاة حتى تنافس في نفسه العجب من بأسك، والإعجاب بحسن بلائك، وحتى أخذته الدهشة فألقى السمع شهيدا صامتا، وتبين من أحوال ذلك اليوم وقوفك في صفوف النروجيين الشجعان تنظر بلا وجل، إلى صنوف المنايا التي أطلقتها عليهم يدك، كما تعاقبت به البرد، تترى كالبرد، تذكره عنك في الحضرة السنية وتعرض معه آيات ذلك الدفاع عن الوطن.
أنجوس :
إنا موفدون إليك بما جاش في صدر مليكنا الجليل من الشكران، ومبشروك بأنه بالغ في إعلاء قدرك، فأزمع من غد زيارة قصرك.
رس :
ثم أمرني بأن ألقبك بلقب غطريف «كودور»، فأذن أيها البطل المغوار أن أحييك بتحية هذا المنصب الجديد.
بنكو :
عجبا أيصدق الشيطان؟!
مكبث :
Shafi da ba'a sani ba
إن غطريف «كودور» لحي فلماذا تلبسونني كساء غيري؟!
أنجوس :
كان حيا ولكن جاء الساعة نبأ قتله، فأضاع لقبه وحياته كليهما، بحكم أوقعه عليه الملك لممالأته الأعداء على بلاده، وثبوت الخيانة الكبرى عليه.
مكبث (منفردا) :
بالأمس غطريف «جلاميس» واليوم غطريف «كودور» والآتي في الغد أعظم. (مخاطبا رس وأنجوس)
أحمد المليك إليكما حمدا سواء لتنزله إلى زيارتي، وتفضله بالإنعام علي. (مخاطبا بنكو)
ألا تأمل أن يغدو بنوك ملوكا وقد وعدهم بالتاج من تنبأ لي بمنصب «كودور»؟!
بنكو :
قد تحملك المغالاة في تصديق هذه النبوءات إلى ما وراء ولاية «كودور»، بل إلى التاج، ومن غريب ما تجيء به الأيام أحيانا، أنها تجعل كلمة الصدق على ألسنة الأرواح المدلهمة، فإذا أظفرتنا ببعض المآرب الجائزة الصغرى دفعتنا من جرائها إلى الجوائز الكبرى. (مخاطبا رس و أنجوس)
يا بني عم أسر إليكما بكلمة ... (يختلون) .
Shafi da ba'a sani ba
مكبث (منفردا) :
نبوءتان تحققتا، فكانتا فاتحتين سارتين لمأساة جعلت خاتمتها أريكة الملك. (مخاطبا رس وأنجوس)
شكرا لكما أيها السيدان. (منفردا)
هذا النبأ الغيبي ليس بطالح، ولا هو بصالح؛ إذ لو كان طالحا لما جاء صدقه في الأولى شبه ضمان على أنه سيصدق في الأخرى - أما أنا الآن غطريف «كودور» - ولو كان صالحا فما بالي تخالجني أمنية يقف لهولها شعر رأسي، ويخفق من وجلها قلبي خفوقا يقلق الضلوع. لمشهد الشيء أقل إرهابا مما يخلق الوهم، وإن فكري الذي لم تزل نية القتل فيه خيالا محيلا ليثل مني عرش النهى ويزعزع في نفسي مملكة القوى حتى ليفل العزيمة، ويغلب الآمال على النشاط للأعمال، فإذا أنا والحاضر عدم، والمستقبل هو الوجود.
بنكو :
انظر ما عرا صاحبنا من الدهشة.
مكبث :
إذا أراد الاتفاق أن يجعلني ملكا ففي وسعه أن يتوجني بلا مسعاة مني.
بنكو :
إنه ليلبس هذه المفاخر الحديثة كما تلبس الحلة الجديدة، ولا بد من كرور أيام حتى تستقيم الحلة على قوام لابسها.
Shafi da ba'a sani ba
مكبث :
ليكن ما هو كائن. مهما تكفهر وجوه الليالي العصيبة فإن ساعة لتجيء وإن الميقات لهو آت.
بنكو :
سمعت من هذين النبيلين أن ملكنا «دنكان» لما عظم اغتباطه ببلائك في أعدائه، واجتمع أركان الدولة حوله يهنئونه، قد منح كبير أنجاله «ملكولم» ولاية عهده، فأصبح «دوقا لكمبرلن» فإليك أزف هذه البشرى.
مكبث (منفردا) :
سرعان ما قام هذا الحائل الجديد، دون وصولي إلى العرش. (مخاطبا بنكو)
أي فرح بهذا الخبر العظيم، ولنعم الفتى هذا الذي أصبح الأدنى إلى الأريكة. لا ينبغي لازدياد المصاعب أن تزيدني إلا مضاء عزيمة. أيتها الكواكب واري أنوارك، لئلا تنفذ أشعتهن إلى خفايا مقاصدي، ولئلا ترى العين ما تصنعه اليد. ثم لا يحل حائل دون إنزال ذلك الخطب، الذي تختلج العين فرقا من رؤيته. سأكتب منذ هذه اللحظة إلى قرينتي بما كان من هذه النبوءة، فهي خير معوان الرأي والعمل.
بنكو :
أي مكبث الشريف، نحن رهن إذنك.
مكبث :
Shafi da ba'a sani ba
مثلكم من عذر. كنت أنقب في دماغي المضطرب عن بعض المنسيات. يا سيدي سأنقش ذكرى جميلكما في سجل أعيد عليه نظري كل يوم. هلموا نلق الملك. (إلى بنكو) تفكر فيما جرى حتى إذا نضج الرأي وجمعتنا فرصة سانحة تكاشفنا بما تكنه القلوب.
بنكو :
ذلك إليك.
مكبث :
والآن حسبنا ما كان، تعالوا يا أصدقائي. (يبتعدون)
المشهد الثاني
قصر أنفرس، لادي مكبث (تقرأ كتابا.)
لادي مكبث :
لا أسأم قراءة هذا الكتاب: «لقيتهن وأيقنت بعد اختبار أنهن صادقات، وأنهن يعلمن ما لا يعلم الناس، فلما استزدتهن بيانا توارين في الهواء، نبأنني أنني أكون غطريفا «لكودور» فتم لي ذلك على أثر اجتماعي بهن؛ إذ جاءني رسل الملك ببشرى هذا المنصب، وتنبأن أيضا عن المستقبل، فقلن لي: سلام يا من سيكون ملكا، فلم أجد بدا من إبلاغ هذين الأمرين إلى خليلتي المحبوبة قسيمة مجدي مخافة التباطؤ عنها بما لها من الحصة في المسرة العتيدة، وفي المنصة السنية الموعودة، فإذا عرفت ذلك فاطويه في السريرة، وعليك السلام.» أنت غطريف «جلاميس» وغطريف «كودور»، وستكون ما ذكرت المتنبئات. غير أنني لا آمن عليك طبعك، فإن فيه من لبن الشفقة ما يردك عن طلب غايتك. من أقوم طريق، تتمنى العلياء، وفيك مطمع، غير أنك فاقد المكر الذي يوصل إلى العلياء، مرمى نظرك بعيد، إلا أنك تبغي إدراكه من أطهر المسالك، تأنف أن تستبيح ما حرم من وسائل الالتماس، ولكن لا تأنف من كسب غير المحلل، قلبك مولع بالحصول على تلك النعمة التي تناديك: «هذا مأخذي فخذني.» بيد أنك تخشى مباشرة الفعل الذي يؤدي إلى ذلك الربح، ولو فعله غيرك لما ساءك، فتعال لأفرغ في أذنك الحماسة والشجاعة، تعال لأزيل ببأس لساني ضعف نفسك، وأبدد الوساوس الدنيئة التي تعوق يدك عن غصب الإكليل الذهبي، الذي تريد المقادير إرادة ظاهرة أن تضعه على جبهتك. (يدخل الخادم.)
الخادم :
Shafi da ba'a sani ba
مولاي مكبث.
لادي مكبث :
أليس في موكب الملك؟
الخادم :
قدم قبل الموكب ليكون في لقاء الملك حين وصوله، وقد جاء بهذا البلاغ غلام من أتباع مولاي، قتل دابته ركضا ووصل لاهثا منقطع النفس مبحوح الصوت.
لادي مكبث :
انصرف وأحسن علاج الغلام، فإنه آت ببشرى. (يخرج الخادم.)
لادي مكبث (مستمرة على انفراد) :
وهذا الغراب الذي ينعب وينعق إيذانا بحلول «دنكان» في فناء قصري، هو أيضا مبحوح الصوت كذلك الغلام. إلي أيتها الأرواح التي توحي نيات القتل، جرديني من أنوثتي، أفعميني جفوة وقسوة من رأسي إلى قدمي، أقفلي في ضميري كل منفذ تنفذ منه الشفقة، لا تأذني للرحمة أن تلطف شرتي، أو تكف يدي، حولي في ثديي لبن المرضع إلى سم نقيع، أسعديني يا جنيات الهلاك، وافدات من كل مكان تشهدن فيه بلاء وشرا. وأنت أيتها الليلة الليلاء، أرخي علي من سدولك، وائتزري بكسف من دخان السعير، حتى لا يرى خنجري المسنون موقعه من الطعين، وحتى لا تدعي لمتطلع من الشعاع مسلكا ينظر منه ما تحت غطاء السماء، فيرى أسرار جريمتي، ويصيح بي: مكانك مكانك! (يدخل مكبث.)
لادي مكبث (مستمرة) :
Shafi da ba'a sani ba