الأول:
روى القفطي عن القاضي أبي عمرو بن عبد الله الكرجي، أنه كان وهو طالب يقع في دين أبي العلاء، فرأى فيما يرى النائم كأنه في مسجد، وكأن على صفة فيه رجلا شيخا ضريرا بادنا، وإلى جانبه غلام يشبه أن يكون قائده. قال القاضي: وكنت واقفا تحت الصفة في نفر من الناس، وهذا الشيخ يتكلم كلاما لم أفهمه، ثم التفت إلي وقال: ما حملك على الوقيعة في ديني، وما يدريك لعل الله غفر لي؟ قال: فاستحييت منه وسألت عنه فقيل: هو أبو العلاء. فلما أصبحت أقلعت عن النيل منه، واستغفرت الله لي وله.
الثاني:
رواه غرس النعمة عن غلام سماه أباه غالب، قال: وهو من أهل الخير والصلاح، وله فقه ودين، فلما ورد إلينا الخبر بموت أبي العلاء تذاكرنا ما كان له من كفر وإلحاد، فأتينا من ذلك على شيء كثير، والغلام يسمع، فلما كان الغد أقبل إلينا يحدثنا: أنه رأى فيما رأى النائم شيخا مكفوفا على عاتقيه حيتان، رأساهما إلى فخذيه، فهما ترفعان رأسيهما إلى وجهه، فتقطعان منه قطعا تزدردانها، والشيخ يصيح ويستغيث، فسأل عنه، فقيل: هو أبو العلاء المعري الملحد.
وحكاية أخرى سمعناها ونحن صبيان لا أدري إلى من تسند، قال الراوي: صعد أبو العلاء إلى جبل قرب المعرة يعرف اليوم بجبل «الزاوية»، وأخذ يصيح: هو ذا جبل أعلى من الطور، ورجل أعظم من موسى، فكلمني يا من كلمت موسى، وفعل ذلك ثلاثا، ولما يجبه أحد، فانحدر عن الجبل وهو يردد:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
وحكاية أخرى رواها المرحوم أحمد تيمور باشا في كتابه «أبو العلاء المعري» ص13 قال:
وقبره معروف إلى اليوم؛ أي سنة 1327، بالمعرة ولأهلها اعتقاد كبير فيه، ويزعمون أن الماء إذا بيت في قارورة عند قبره، وشربه في الغد صبي به حبسة في اللسان، أو بلادة في الذهن، زال ذلك عنه ببركة أبي العلاء.
أقول: أما أنا فحين زرت المعرة وسئلت عن سبب مجيئي إليها فأجبت: زيارة قبر أبي العلاء، سأل أحد المعريين رجلا آخر منها وكلاهما من عوامها: منو أبو العلاء؟ فأجابه: واحد كان مثل عنتر والزناتي خليفة ...
Shafi da ba'a sani ba