89

Ma'arajin Qudus

معارج القدس

Mai Buga Littafi

دار الآفاق الجديدة

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٩٧٥

Inda aka buga

بيروت

قُلْنَا شَيْء من هَذَا لَا يدل على قدم الرّوح بل على حُدُوثه وَكَونه مخلوقا نعم رُبمَا دلّ بِظَاهِرِهِ على تَقْدِيم وجوده على الْجَسَد كَمَا ظن جمَاعَة من الْحُكَمَاء وَأمر الظَّوَاهِر هَين فان تَأْوِيلهَا مُمكن والبرهان الْقَاطِع لَا يدْرَأ بالظواهر بل يُسَلط على تَأْوِيل الظَّوَاهِر كَمَا فِي ظواهر الْآيَات المتشابهات فِي حق الله تَعَالَى أما قَوْله ﵇ خلق الله الْأَرْوَاح قبل الأجساد أَرَادَ بالأرواح أَرْوَاح الْمَلَائِكَة وبالاجساد الْعَالم من الْعَرْش والكرسي وَالسَّمَوَات وَالْكَوَاكِب والهواء وَالْمَاء وَالْأَرْض وكما أَن أجساد الْآدَمِيّين بجملتهم صَغِيرَة بالاضافة إِلَى جرم الأَرْض وجرم الأَرْض أَصْغَر من الشَّمْس بِكَثِير ثمَّ لَا نِسْبَة لجرم الشَّمْس إِلَى فلكه وَلَا لفلكه إِلَى السَّمَوَات الَّتِي فَوْقه ثمَّ كل ذَلِك اتَّسع لَهُ الْكُرْسِيّ إِذْ وسع كرسيه السَّمَوَات وَالْأَرْض والكرسي صَغِير بالاضافة إِلَى الْعَرْش فاذا تفكرت فِي جَمِيع ذَلِك استحقرت أجساد الْآدَمِيّين وَلم تفهمها من مُطلق لفظ الاجساد فَكَذَلِك فَاعْلَم وَتحقّق أَن أَرْوَاح الْبشر بالاضافة الى أَرْوَاح الْمَلَائِكَة كأجسادهم بالاضافة إِلَى أجساد الْعَالم وَلَو انْفَتح لَك بَاب معرفَة الملكية لرأيت الْأَرْوَاح البشرية كسراج اقتبس من نَار عَظِيمَة طبقت الْعَالم وَتلك النَّار الْعَظِيمَة هِيَ الرّوح الْأَخير من أَرْوَاح الْمَلَائِكَة ولأرواح الْمَلَائِكَة تَرْتِيب وكل وَاحِد مُنْفَرد برتبته وَلَا يجْتَمع فِي مرتبَة وَاحِدَة اثْنَان بِخِلَاف الْأَرْوَاح البشرية المتكثرة مَعَ اتِّحَاد النَّوْع أما الْمَلَائِكَة فَكل وَاحِد نوع بِرَأْسِهِ وَهُوَ كل ذَلِك النَّوْع واليه الْإِشَارَة بقوله تَعَالَى ﴿وَمَا منا إِلَّا لَهُ مقَام مَعْلُوم﴾ وَبِقَوْلِهِ ﵇ إِن الرَّاكِع مِنْهُم لَا يسْجد والقائم لَا يرْكَع وانه مَا من وَاحِد إِلَّا وَله مقَام مَعْلُوم فَلَا تفهمن إِذا من الْأَرْوَاح والأجساد الْمُطلقَة إِلَّا أَرْوَاح الْمَلَائِكَة وأجساد الْعَالم وَأما قَوْله ﵊ أَنا أول الْأَنْبِيَاء خلقا وَآخرهمْ بعثا وَقَوله ﵇ نَحن الْآخرُونَ وَالسَّابِقُونَ وَقد قَالَ ﵇ أول مَا خلق الله الْقَلَم وَقَالَ أول مَا خلق الله الْعَرْش وَقَالَ أول

1 / 112