109

وعندما اضطرت دانييل للانفصال عن زوجها، ساعدها طه على الحصول على منصب في ثانوية القاهرة؛ ولهذا كانت غالبا ما تقوم بزيارتنا. وقد بدأت أطروحتها عن منابع النيل في مصر، وهي الآن جدة وأستاذة بجامعة «كين

Caen ».

كان طه قد منح وسام جوقة الشرف الفرنسي. وكان السيد «دويتاس

Dewitasse »

185

هو الذي قلده هذا الوسام. كانت علاقاتنا به دوما علاقات صداقة. ولا أدري لماذا يخطر لي في هذه المناسبة سلة أزهار أو بالأحرى إناء خزفي مليء بأزهار حمراء متراصة ورائعة؟! أوكانت في هذا اليوم وفي تلك المناسبة، أم كانت عندما تناولنا الشاي مع السيد دويتاس وسان إكزوبري الذي عثر عليه لحسن الحظ بعد اختفائه في الصحراء؟

حمل إلينا هذا التكريم بطبيعة الحال كثيرا من الرسائل كان بعضها جميلا. وكان منها ما لم يكن متوقعا، كرسالة «جوزيه كانيري

José Caneri » مؤسس «إيجيبت نوفيل» العتيد، الذي لم يكن يعفي أحدا تقريبا من نقده اللاذع المتفجر:

في دوامة التيارات الثقافية المتضادة اتخذتم موقفا وناديتم بشجاعة نادرة بحق التفكير بحرية. وسرعان ما غدوتم رجل الساعة، ووجهتم القوى الروحية في هذا البلد في اتجاه لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمآله.

13 سبتمبر 1936

Shafi da ba'a sani ba