فَقَالَ أَبُو نواس
(فَقَدْ حُفَّ لنا المجلسُ ... بالنِّسرين والآسِ)
فَقَالَ الْعَبَّاس
(وَإخوانٍ بَهاليلَ ... سَراةٍ سَادة الناسِ)
فَقَالَ أَبُو نواس
(وَخَوْدٍ لذِة المسموع ... مِثْلِ الغُصُنِ الكاسِي)
فَقَالَ الْعَبَّاس
(وقَدْ ألبسها الرَّحْمَن ... أحْسنِ إِلباس)
فَقَالَ أَبُو نواس
(وَقد زِينَتْ بإكليلِ ... يَواقيتَ على الرَّأْس)
فَقَالَ الْعَبَّاس
(فَلَا تَحْبِسْ أخي كاسي ... فإِني غْيرُ حبَّاس)
فَكَانَ مَا نسي من معارضتهما فِي ذَلِك الْمجْلس أَكثر مِمَّا حفظ إِلَّا أَنه انْصَرف الْعَبَّاس وَبَقِي أَبُو نواس فَسئلَ عَن العتابي وَالْعَبَّاس فَقَالَ العتابي يتَكَلَّف وَالْعَبَّاس يتدقق طبعا وَكَلَام هَذَا سهل عذب وَكَلَام ذَاك متدقق كزٌّ وَفِي شعر هَذَا مَاء ورقة وحلاوة وَفِي شعر ذَاك جساوة وفظاظه
وَكَانَ لأبي نواس مَعَ أهل عصره مناقضات ومعارضات يطول شرحها فنورد