وَعَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ جَاءَ أَبُو الْعَتَاهِيَة وَمُسلم وَأَبُو نواس إِلَى أبي فأنشده أَبُو الْعَتَاهِيَة
(وعَظّتْكَ أجْداثٌ صْمُتْ ... ونعتك أزمته خُفُتْ)
(وأرَتك قَبرَكَ فِي القُبور ... وأنْتَ حيّ لم تمت)
(وتَكلَّمت عَن أعين تَبْلى ... وَعَن صُوَر شتت)
(وحَكَتْ لَك السَّاعَات سَاعَات ... أتيات بَغت) // الْكَامِل //
وأنشده شعرًا آخر يَقُول فِيهِ
(على سرعَة الشَّمْس فِي مرها ... دَبِيب الخلوقة فِي الْجدّة) // المتقارب //
قَالَ وَانْصَرفُوا فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام عَاد إِلَيْهِ مُسلم وَأَبُو نواس فأنشده مُسلم
(أجررت حَبل خليع فِي الصِّبَا غزل ...) // الْبَسِيط //
حَتَّى بلغ قَوْله
(ينَال بالرفق مَا يَعيا الرِّجالُ بِه ... كالموت مستعجلا يَأْتِي على مَهل)
فَقَالَ أَبُو عَمْرو أَحْسَنت إِلَّا أَنَّك أخذت قَول أبي الْعَتَاهِيَة
(وحكت لَك السَّاعَات سَاعَات ... أتيات بَغت)
قَالَ ثمَّ أنْشدهُ أَبُو نواس قَوْله
(يَا شَقِيق النَّفس من حكم ...) // المديد //
إِلَى أَن بلغ إِلَى قَوْله
(فَتمشتْ فِي مفاصلهم ... كتمشي الْبُرْء فِي السقم)
قَالَ لَهُ أَحْسَنت إِلَّا أَنَّك أَخَذته أَيْضا من قَول أبي الْعَتَاهِيَة
(على سرعَة الشَّمْس فِي مرها ... دَبِيب الخلوقة فِي الجِدةِ)
وَقد ذكر بعض أهل الْعلم أَن بَيت أبي نواس هَذَا مَأْخُوذ من قَول بعض