وَكَانَت وَفَاته بِالْمَدِينَةِ المنورة سنة أَربع وَخمسين من الْهِجْرَة ﵁
٤٠ - (ثَلَاثَة تشرق الدُّنْيَا ببهجتها ... شمس الضُّحَى وَأَبُو إِسْحَاق وَالْقَمَر)
الْبَيْت لمُحَمد بن وهيب من الْبَسِيط يمدح المعتصم وَأَبُو إِسْحَاق كنيته واسْمه مُحَمَّد
حدث أَبُو محلم قَالَ اجْتمع الشُّعَرَاء على بَاب المعتصم فَبعث إِلَيْهِم مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات فَقَالَ لَهُم إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول لكم من كَانَ مِنْكُم يحسن أَن يَقُول مثل قَول النميري فِي الرشيد
(خليفةَ الله إِن الجودَ أَوديَة ... أحلَّكَ الله مِنْهَا حيثُ تجتمعُ)
(من لم يكن ببني الْعَبَّاس معتصمًا ... فَلَيْسَ بالصلوات الْخمس ينتفعُ)
(إِن أخلف القَطْر لم تخلف مخايلهُ ... أَو ضَاقَ أَمر ذكرناهُ فيتسع) // الْبَسِيط //
فَلْيدْخلْ وَإِلَّا فلينصرف فَقَامَ مُحَمَّد بن وهيب فَقَالَ فِينَا من يَقُول مثله قَالَ وَأي شَيْء قلت فَقَالَ
(ثَلَاثَة تشرق الدُّنْيَا ببهجتها ... شمس الضُّحَى وَأَبُو إِسْحَاق وَالْقَمَر)
(فالشمس تحكيه فِي الْإِشْرَاق طالعةً ... إِذا تقطَّعَ عَن إِدْرَاكهَا النظرُ)
(والبدرُ يحكيه فِي الظلمَاء منبلجًا ... إذَا استنارت لياليه بِهِ الغررُ)
(يَحْكِي أفاعيَلهُ فِي كل نائبةٍ ... الغيثُ وَاللَّيْث والصمصامة الذَّكرُ)
(فالغيث يَحْكِي نَدَى كفَّيْه منهمرا ... إِذا استهلَّ بصَوْب الديمةِ المطرُ)
(وَرُبمَا صالَ أَحْيَانًا على حنقِ ... شبيهُ صولتهِ الضرغامة الهصر)
(والهندُوانيُّ يَحْكِي من عزائمهِ ... صريمةَ الرَّأْي منهُ النقُض والمرَرُ)