لَهُ غُلَام من قومه أسقيك شربة من مَاء بَارِد فَقَالَ اسْكُتْ لَا أم لَك إِنِّي إِذا لمهياف وَانْقطع شسع نَعله فَوقف فأصلحه فَقَالَ لَهُ رجل أما يشغلك عَن هَذَا مَا أَنْت فِيهِ فَقَالَ
(أشدُّ قَبالَ نَعلي أَن يراني ... عَدُوي للحوادث مستكينا) // الوافر //
وَكَانَ الَّذِي ضرب عنق جَعْفَر بن علبة نخبة بن كُلَيْب أَخُو الْمَجْنُون وَهُوَ أحد بني عَامر بن عقيل فَقَالَ فِي ذَلِك
(شَفي النفسَ مَا قَالَ ابنُ عُلبةَ جعفرٌ ... وقَوْلي لَهُ اصبر ليسَ يَنفعكَ الصَّبْر)
(هَوى رأسهُ من حيثُ كَانَ كَمَا هَوى ... عُقابٌ تَدلَّى طَالبا خانهُ الوكرُ)
(أبَا عَارم فينَا عُرامٌ وشِدّةٌ ... وبَسْطةُ أيمانِ سَواعدها شُعُْر)
(هُمُو ضَربوا بِالسَّيْفِ هَامَةَ جَعفرٍ ... وَلم يُنْجهِ برٌّ عَريضَ وَلَا بَحرْ)
(وقدناه قَود الْبِكر قَسرًا وَعنوةً ... إِلَى الْقبر حَتَّى ضمّ أثوابه الْقَبْر) // الطَّوِيل //
وَقَالَ علبة يرثي ابْنه جعفرا
(لَممركَ إِنِّي يَومَ أسلمتُ جَعفرًا ... وَأصحابه لِلموت لمَّا أقاتِل)
(لمجتنبٌ حُبّ المَّنايا وَإنِما ... يَهيجُ الْمنايا كلُّ حقٍّ وَباطل)
(فَراحَ بهمْ قَومٌ وَلا قَومَ عِندهمْ ... مُغللة أيديهمُ فِي السُّلاَسل)
(وَربٍّ أخٍ لي غابَ لَو كانَ شَاهدا ... رآهُ التّباليونَ لي غير خاذل) // الطَّوِيل //
وَقَالَ علية أَيْضا لامْرَأَته أم جَعْفَر قبل أَن يقتل جَعْفَر
(لَعمركِ إنَّ الَّليلَ يَا أمَّ جَعفرٍ ... عليَّ وَإِنْ عَللتنِي لَطويلُ)